بدا لافتا ذهاب جائزة الإبداع العربي للعام 2009 في فرعها المجتمعي إلى قرية بلعين الفلسطينية لدورها في تعزيز المقاومة السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كذلك فوز حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بجائزة الاقتصاد لدوره الأساسي في حماية لبنان من الأزمات والأحداث التي مر به لبنان لا سيما خلال وبعد العدوان الإسرائيلي في صيف 2006. وكرم رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل أمس في احتفال خاص على هامش مؤتمر «فكر 8» في الكويت، الفائزين بجائزة الإبداع العربي للعام 2009 في المجالات السبعة: الإبداع العلمي، الإبداع التقني، الإبداع الاقتصادي، الإبداع المجتمعي، الإبداع الإعلامي، الإبداع الأدبي، والإبداع الفني. والفائزون بالجائزة هم: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في الإبداع العلمي، إلياس آدم الزرهوني في الإبداع التقني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومصرف لبنان في الإبداع الاقتصادي، قرية بلعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الإبداع المجتمعي، الصحافي سلامة أحمد سلامة في الإبداع الإعلامي، زهرة المنصوري في الإبداع الأدبي، ساقية عبد المنعم الصاوي (محمد الصاوي) في الإبداع الفني. الفائزون في سطور * أنشئت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1976 ولها دور البارز ومشهود على امتداد العالم العربي حيث اضطلعت بتنفيذ الكثير من المشاريع العلمية، ونشر الدوريات والكتب المؤلفة والمترجمة والموسوعات العلمية، منها دورية «العلوم» ومجلة «التقدم العلمي»، وللمؤسسة مركز «دسمان» لأبحاث وعلاج أمراض السكر والمركز العلمي للأبحاث والدراسات. * يعد الجزائري إلياس آدم الزرهوني من العلماء العرب الذين أبدعوا في الغرب، فهو يحتل موقعا علميا عاليا لم يصل إليه أي عربي قبله في الولاياتالمتحدةالأمريكية. عمل الزرهوني عام 2002 رئيسا لمعهد الصحة القومي الأمريكي في ولاية ميريلاند خلفا للدكتور هارولد فيرنوس الذي حصل على جائزة نوبل للطب. وتابع دراساته في علم الأشعة في جامعة «جونز هوبكنز»، وسجل ثماني براءات اختراع في هذا المجال، وأنشأ واحدة من أفضل الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع معدات الكشف عن الأمراض بواسطة الأشعة. * استطاع مصرف لبنان أن يحمي القطاع المصرف اللبناني من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال عدة إجراءات وتنظيمات، حافظت على نسبة السيولة العالية في المصارف اللبنانية وجنّبتها تبعات الديون ذات المخاطر العالية خاصة في القطاع العقاري. واكتسب رياض سلامة (رجل اقتصاد ومال)، خبرة عريقة في الأسواق المالية العالمية وعين حاكما لمصرف لبنان في 1993 وحتى الآن. ومع بداية توليه منصبه الجديد، كانت موجودات المصرف المركزي لا تتعدى (300 مليون دولار)، فباشر ببناء الثقة بالنقد اللبناني بدءا من هذه المرحلة المتواضعة، حتى أصبحت لليرة اليوم مكانتها بين باقي العملات، وموجودات البنك المركزي تفوق العشرين مليار دولار. * استحقت التجربة الفريدة لقرية بلعين في مقاومتها الاجتماعية (السلمية) النوعية، الاحتفاء والتقدير لما تنطوي عليه من إبداع في مواجهة الاحتلال وجدار الفصل العنصري والاستيلاء على الأراضي وحرق أشجار الزيتون وملاحقة أبناء القرية والتضييق عليهم، حتى بلغت البطالة بينهم 70 في المائة، ومع ذلك لم يوقفوا احتجاجهم (السلمي) الذي ينظمونه أسبوعيا منذ سنوات للتصدي للاحتلال. * الكاتب سلامة أحمد سلامة (مصر) صحافي مرموق حظي بتقدير واحترام الجماعة الصحافية داخل مصر وخارجها لاستقلاليته ومصداقيته ورؤيته الموضوعية. ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس التحرير لصحيفة الشروق اليومية. وقدم للمكتبة العربية عدة كتب منها: «المناطق الرمادية»، «الشرق الأوسط الجديد»، «الصحافة على سطح صفيح ساخن».ويعتبر سلامة من الرواد الإعلاميين العرب المعاصرين الذين أسسوا لمدرسة تلتزم ميثاق الشرف الإعلامي. * فازت زهرة المنصوري (المغرب) بالجائزة عن رواية «من يبكي النوارس»، حيث تحقق الرواية قيما فنية جيدة في أسلوب السرد الفني الجذاب والتشويق المستمر، والبنية الروائية المتميزة.. والمعالجة فطنة وقائمة على وضوح الموقف والرؤية وتحكيم المنطق، وينتصر في الرواية الانتماء للأمة العربية والإيمان بمستقبلها على الرغم مما يحيط بها من ظروف وما يتآكلها من الداخل. وأسلوب الكاتبة رشيق، ولغتها عربية سليمة سهلة وسلسة، والرؤية السياسية والفكرية لديها، كما بدت من النص الأدبي، ناضجة وكل ذلك في مجمله يحقق مستوى إبداعيا في مجال توظيف الأدب الراقي لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، على وجه مميز مما يستحق التقدير. *أما ساقية عبد المنعم الصاوي (مصر) فنموذج متفرد في توظيف الفن لخدمة المجتمع. أسسها محمد عبد المنعم الصاوي منذ 6 سنوات، وأطلق عليها اسم «الساقية» إحالة إلى اسم رواية لوالده الأديب ووزير الثقافة المصري السابق عبد المنعم الصاوي. وقد أعادت الساقية الشباب من مختلف طبقاته وفئاته إلى المراكز الإبداعية واستقطبت الفرق المستقلة وكان لها فضل في ظهور فرق مصرية شهيرة.