مازالت المخاوف من تطعيمات انفلونزا الخنازير مستمرة، رغم الجهود الكبيرة المبذولة في توعية المجتمع بأهمية اللقاح، خصوصا في هذه المرحلة التي نشهد فيها تقلبات مناخية، وهو ما يشجع على سهولة انتقال المرض من المصابين إلى الأصحاء. ومن وجهة نظري، لو كان وزير الصحة قد بدأ حملة التطعيم ضد مرض انفلونزا الخنازير بمؤتمر صحافي فقط وأحضر عدة كراتين من اللقاح ووضعها إلى جانبه وخلفه، وافتتح الحملة بخطاب حث فيه الناس على التطعيم، ومن ثم استمع لأسئلة الصحافيين وجابههم بقوة نافيا كل الإشاعات التي طرحت ضد اللقاح، وكان معه بعض الخبراء العالميين، لواجه نقدا، ولظهر من يقول كان يكفي للوزير أن يأخذ اللقاح أمام الناس والكاميرات وهذه أكبر رسالة للرد على كل الإشاعات المتداولة ضد اللقاح. إذن، أخذ وزير الصحة اللقاح أمام الناس عين العقل، وهو الحل الأمثل لإقناع المتخوفين، وهذا أكبر دليل على أن المسؤول الأول عن صحة المواطن في المملكة يكذب الإشاعات المضادة للقاح انفلونزا الخنازير، ويؤكد ما تقوله دراسات وزارته عن سلامة اللقاح، إلا أنه للأسف هناك قلة من الناس عقولهم غير قابلة للاقتناع وتمادوا في تأليف الإشاعات إلى أن وصل بهم الحال للقول: إن الوزير أخذ فيتامينات أو ماء أمام الناس بدلا من اللقاح. وهنا ليس لنا إلا أن نقول: «شر البلية ما يضحك». طبقا لآخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن من أخذوا اللقاح في العالم إلى اليوم تجاوز عددهم ال 65 مليونا، وتؤكد التقارير الأمريكية الأخيرة أنهم بدأوا بتنفيذ حملة شاملة كاملة تستهدف تطعيم 255 مليون مواطن أمريكي. بالله عليكم، إن كان وصل بنا الوهم ما يجعلنا نشك في أنفسنا وفي قيادتنا الصحية وقدراتنا العلمية، فهل هؤلاء ونحن نضرب بهم المثل ليل نهار في غنى عن شعوبهم، ويمارسون التصفية تجاه أطفالهم ونسائهم ورجالهم، وهل فجأة قررت أمريكا القضاء على نفسها بتنفيذ هذه الخطة، في حين يدعي البعض أن هدف إنتاج اللقاح الرئيسي هو تقليل عدد سكان العالم. نعم للجنون فنون وتقليعات، فهناك من يرد على ما أقوله بادعاء أن اللقاح في أمريكا والغرب قد يكون مختلفا عن ما يصدر إلينا، فلقاحهم آمن ولقاحنا قاتل. إذن لماذا يشرب هؤلاء سجائرهم؟ ولماذا نأكل معلباتهم ولحومهم؟ ولماذا نأخذ أدويتهم؟ إذا صدقنا مبدأ كهذا فقد يكون كل ذلك مسمما وقاتلا وممرضا ومسرطنا. يجب أن نخرج من هذه الدوامة التي لا تنتهي ونتعامل مع اللقاح بأنه نعمة من نعم الله، الداء موجود (وبأي طريقة كانت مخبريه أو طبيعية) وأوجد الله الحامي الدواء ووسائل الحماية. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة