قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة أمس: إن من النصيحة للرعية والنصح بالمسؤولية ما تجلى في موقف ولي أمر البلاد في ممارسته للمسؤولية تجاه شعبه وبلاده وكل من تحتضنهم من مواطنين ومقيمين. ورأى ابن حميد أن توجيه خادم الحرمين بمساءلة ومحاسبة المقصرين في فاجعة جدة، دون الإشارة إليها، استشعار بعظمة واجبه الديني والوطني والإنساني فلا تأخذه في الله والحق لومة لائم سعيا في إبراء الذمة ورعاية للحقوق في منهجية جلية تلزم كل مسؤول أن يضعها نصب عينيه، إذ طلع بكل مهماته القيادة في ديانة راسخة وجمع بين المصداقية والحزم والرحمة والعدل والحكمة وسداد الرأي فرفع لواء المساءلة على كل مقصر في مكاشفة ومصارحة ومحاسبة. وأضاف «فأشعر كل مسؤول في الدولة بالأمانة الكبيرة التي يحملها فلا تهاون في المحاسبة، مؤكدا حفظه الله وسدده أن للمسؤوليات تبعات يجب أخذها بالحسبان وليس أحد فوق المساءلة كائنا من كان». وأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، داعيا إلى الاهتمام بالنصيحة والابتعاد عن فرضها وعرضها بالعلن لكي تقبل من ناصحها. وأكد الشيخ ابن حميد ضرورة اقتران النصيحة بإحسان الظن والتماس العذر، وأن النصيحة سبب لنشر الأخوة وزيادة الألفة وصفاء القلوب، والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله ويدخل في كل ما فيه سعادتهم. واعتبر ابن حميد أن النصح الصادق عزز من ثقة المواطن والمقيم في ولي الأمر وحسن رعايته، مضيفا «فلقد كان يستقطن القلب المؤمن والضمير المخلص كما يستشعر أنين المكلومين ويلبي استغاثة المنكوبين». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أن من النصح لولي الأمر أن يقف الجميع صفا واحدا خلف الإمام الصالح الذي يريد إقامة الحق والعدل وينصب ديوان المحاسبة لكل مقصر. ودعا ابن حميد الخالق أن «يحفظ إمامنا وولي أمرنا قائدا أمينا وراعيا مخلصا ومنارا للآمال وقلعة يحتمي بها المظلوم ويلجأ إليها صاحب الحق ملاذا بعد الله عز وجل في السراء والضراء وشد عضده بأخيه وولي عهده وأعانه بإخوانه وأعوانه الأمناء المخلصين».