أكد الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن موقف ولي أمر هذه البلاد وهو يمارس مسؤوليته نحو شعبه وبلاده وكل مَنْ تحتضنهم هذه الأرض الطيبة من مواطنين ومقيمين، هو استشعار لعظمة واجبه الديني والوطني والإنساني، فلا تأخذه في الله والحق لومة لائم؛ سعيا في إبراء الذمة، ورعاية للحقوق في منهجية جلية تلزم كل مسؤول أن يضعها نصب عينيه. وقال خلال خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام إنه لا خير في قوم لا يتناصحون، ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين. مشيرا إلى أن النصيحة قيام بالمسؤولية، وإعذار من الله عزَّ وجلَّ. وقال إن نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) حصر الدين كله في النصيحة، وكرَّر ذلك ثلاثا؛ فقال: “الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة” قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”. ولفت ابن حميد إلى أن ولي الأمر اضطلع بكل مهامه القيادية في ديانة راسخة، وجمع بين المصداقية والحزم والرحمة والعدل والحكمة وسداد الرأي؛ فرفع لواء المساءلة على كل مقصر في مكاشفة ومصارحة ومحاسبة؛ فأشعر كل مسؤول بالدولة بالأمانة الكبيرة التي يحملها؛ فلا تهاون في المحاسبة. مؤكدا أن للمسؤوليات تبعات يجب أخذها في الحسبان، وليس هناك أحد فوق المساءلة كائنا مَنْ كان. وأضاف: “إننا نحسب ذلك من النصح الصادق الذي عزز ثقة المواطن والمقيم بولي الأمر وحُسن رعايته؛ فلقد كان يستقطن القلب المؤمن والضمير المخلص، كما يستشعر أنين المكلومين ويلبي استغاثة المنكوبين”. وفي المدينةالمنورة فقد أشار الشيخ علي الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة إلى أن ما قام به فئة المتسللين عبر حدود السعودية في الشهر الحرام أساء إلى المسلمين إساءة عظيمة؛ فقد سفكت الدم الحرام، وأخافت الآمنين، وظنت أنها ستحقق بعض أهدافها، ولكن الله ردها على أعقابها خائبة. وسأل الله تعالى دحر هذه الفئة، وأن يكف شرهم ويدحرهم، وأن يتقبل المقتولين من الجنود في الشهداء، وأن يرد المفقودين سالمين. كما دعا بالعزاء والمغفرة لمن لقوا ربهم بسبب السيل. وتناول الحذيفي الوضع الصحي الطيب للحجاج قائلا: “قد شاهدنا نحن وغيرنا مَنْ خالط مَنْ أُصيب بالجدري وأكل معه ومن أُصيب بالحصبة، وهي من الأمراض المعدية (بإذن الله) فلم يصابوا بشيء من ذلك. وشاهدنا في حج هذا العام سلامة الحجاج وعافيتهم (ولله الحمد) من الأمراض الخطيرة التي أُرجف بها بعض الناس، وسلامتهم فيما مضى من أعوام الحج وعافيتهم”.