عندما نستعرض قراءتنا للأحداث التي يشهدها المسرح الاتحادي وفق المعطيات الحالية والتي يلمسها المتابع الرياضي عن قرب فإننا نستشرف المستقبل لهذا النادي من خلال طقوس معينة تلقي بظلالها على سيكولوجية المحيط الاتحادي ابتداء من الموسم المقبل الذي نتوقعه أن يكون موسما جميلا متزينا بألوان الربيع بعد أن لاحت في الأفق زوال غمام الرئاسة المتلبدة في سماء البيت الاتحادي ولتحط رياح التغيير أوزارها دون أن تفقد النادي الثمانيني استقراره الإداري والفني أو نزع منه خصائصه الموسمية التي تعود على ممارستها بحصده للإنجازات بمختلف أشكالها وألوانها. هذا إذا سارت الأمور طبيعية وكما يتمناها عشاق العميد، لتكن الانطلاقة نحو موسم استثنائي من خلال حسم رئاسة النادي بالانتخابات، والتي يميل مؤشرها إلى فوز غير مستبعد لدكتور القلب خالد المرزوقي برئاسة النادي، وهو بلا شك يستحق ذلك لما عرف عنه حسن الخلق وتعامله الراقي وتعاطيه المرن مع الأحداث وفق منهجية إدارية واضحة افتقدتها إدارة نادي الاتحاد في الموسمين الأخيرين، فهو رجل يشكل من الصدق والشفافية في الحوار والخبرة والحنكة في العمل بنية تحتية لفلسفته الإدارية، لتكون عوامل فعالة ومساعدة في قيادته للنادي إلى جانب أنه يحظى بإجماع من الأعضاء (الدفيعة للاتحاد). وتستمر نسمات الربيع في تغطية أجواء النادي الأكثر شعبية بين أقرانه في المنطقة إذا استمرت وقفات الأعضاء الداعمين من عبد المحسن آل الشيخ ومنصور البلوى وباناجه وغيرهم، وكذلك عودة الأعضاء المبتعدين عن النادي وطي صفحة الخلافات بصورة نهائية لا رجعة فيها، حتى يتسنى للقائمين عليه إعادة صياغة التركيبة التوافقية بين أعضاء الشرف لما يخدم الاتحاد في المستقبل والوصول به إلى نتائج إيجابية لجميع الألعاب في النادي، ومتى ما تحقق ذلك فإن جمهور الاتحاد سوف يكون الرابح الأكبر. وصلتني ردود لما عبرت عنه في مقالي السابق من وجهة نظر حول الإعلام الاتحادي سواء كانت تلك الردود هاتفية أو من خلال أطروحات إعلامية، إلا أنها أثلجت صدري، حيث ذهب البعض إلى الثوابت التي أرساها الإعلام الاتحادي في مجتمعنا الرياضي، وأصبحوا يتحدثون عن الرقي من خلال حضور اتحادي متوهج في وسائل الإعلام، قادتهم إلى ذلك عقولهم الباطنة وهم بلا شك من صنعوا ذلك. والبعض الآخر ذهب يتناول بمفرداته السطحية التي تعكس الثقافة السوقية التي يتعاملون بها إلى السلبيات التي باتت تنهش جسد الإعلام الاتحادي لا لشيء، وإنما لأن عقولهم الباطنة قادتهم أيضا (بلا هداية) إلى حيث يجب أن يكونوا هناك، مدركين بأن لا مكان لهم بين إعلام التثقيفي والتنويري بعدما شعروا بمعاناتهم في عدم القدرة على قراءة الأمور بوضوح، إما لضعف نظرهم وضحالة مداركهم وبالتالي لا يستطيعون مشاهدة الصورة كاملة. خاتمة عذرا يا صديقي لم يعد كافيا أن تسمعني عبارات جميلة تشعرني بأنك أكثر من أخ أو ابن عم أو أقرب من ذلك، ولم يعد كافيا أن تبدي سخطك منهم أمامي، فهناك فرق بين ما تقوله في الليل وبين ما تفعله في النهار، فكن واضحا.