تباشر لجنة تقصي حقائق فاجعة جدة اليوم عملها بعد أن حددت المباحث العامة والاستخبارات ووزارة العدل أسماء ممثليها في اللجنة إلى جانب الأعضاء الذين تضمنهم أمر خادم الحرمين الشريفين للتحقيق في أسباب حادثة سيول جدة الأربعاء الماضي والتي أودت بحياة 113شخصاً. وبحسب معلومات «عكاظ» فإن اللجنة تبحث إمكانية الاستعانة بخبراء فنيين لدراسة مشروعات السيول وفحصها طبقاً للمواصفات والمقاييس التي أقرت في بنود المناقصة، ومدى التزام الشركات المنفذة بكراسة المناقصة، ومن المقرر أن يسند للجنة التي سيتم اختيارها بعناية وفقاً لمعايير محددة تتبع خطوط سير مشروعات تصريف مياه السيول ومدى ملاءمتها لحاجة المنطقة. وبحسب المصادر فإن أمانة محافظة جدة ستقدم للجنة تقصي الحقائق خارطة مشروعات تصريف السيول ل 16 عاماً الماضية والتي نفذت في مدينة جدة، فيما تشير المصادر إلى أن اللجنة ستطلب من وزارة المالية المستخلصات وحجم الاعتمادات والمبالغ التي صرفت لمشاريع تصريف مياه الأمطار في الأحياء المنكوبة وفي مدينة جدة بالكامل خلال الفترة، وذلك لمقارنتها بحجم المشروعات المنفذة ومطابقتها على أرض الواقع. كما ستتولى اللجنة الفنية مراجعة المصورات الجوية لمدينة جدة وتحديداً لأحياء قوزيرة والنخيل والحرازات والصواعد لمعرفة التاريخ الفعلي الذي نشأت فيه هذه الأحياء وافترشت بطون الأودية، دون أن يتم منعها أو حتى إشعار الجهات ذات العلاقة بنشوئها، وبحسب مصدر في وزارة الشؤون البلدية والقروية تحدث ل «عكاظ» ظهر أمس «لدى الوزارة مخططات ومصورات جوية تظهر الأحياء في أي فترات زمنية وتحديداً بعد عام 1380 ه أي قبل خمسين عاماً». وفي شأن تقدير الخسائر والتعويضات، تلتئم اليوم اللجنة التي تضم مندوبين من الدفاع المدني وأمانة جدة ووزارة العدل والمالية وخبراء في تقدير العقارات لفرز ومطالعة المحاضر التي أعدتها اللجان الميدانية التي شكلتها محافظة جدة، لبحث حجم الخسائر والبدء في تقدير التعويضات المناسبة للمواطنين بعيداً عن الوفيات إذ حسم الأمر الملكي ذلك بصرف مليون ريال عن كل شهيد غرق. وفي السياق ذاته، يتطلع سكان مركز بحرة والمراكز الإدارية شمال جدة أن تتولى لجنة تقصي الحقائق دراسة مشاريع تصريف السيول التي نفذتها أمانتا جدة ومكة المكرمة، لمعرفة مدى كفاءة هذه المشروعات وملاءمتها لاحتياجات المنطقة، لا سيما والحديث هنا لبعض الأهالي ومنهم ناصر السلمي وأحمد الزهراني تسببت في خسائر كبيرة للمزارع والمواشي وبعض المنازل التي تقع في بطون الأودية. ميدانياً، هطلت أمس أمطار متوسطة مصحوبة برياح شديدة على شمال جدة وجنوبها ولدت حالة ذعر لدى الكثير من سكان الأحياء وخصوصاً قويزة والنخيل التي ضربتها السيول يوم الأربعاء قبل الماضي وأدت إلى وفاة نحو 111 مواطنا ومقيما، وغادر بعض سكان الحي خوفاً من تكرار الفاجعة، فيما انتشرت فرق الدفاع المدني على تخوم الأودية وعززت وجودها بالآليات والفرق المتخصصة في الإنقاذ، وعلى بحيرة المسك تمركزت فرق الدفاع المدني مزودة بالعشرات من الآليات تحسباً لأي طارئ.