ضمن إحدى زياراته لإحدى المدارس في العاصمة الأفغانية كابول، وجه ليكس كاسنبيرغ، المسؤول في منظمة «كير» الإنسانية سؤالا إلى تلميذات أحد الفصول هو: ماذا تطمحون لأن تكونوا في المستقبل؟ معظم الإجابات التي تلقاها كاسنبيرغ من طالبات ذلك الفصل، كانت بأنهن يطمحن بأن يصبحن رئيسات للبلاد.في نظر كاسنبيرغ والكثيرين، من الصعب للنساء أن يصبحن رئيسات في بلد عانت فيه المرأة الكثير، تحت حكم طالبان.وهنا يأتي دور التعليم، وخصوصا بالنسبة للفتيات، إذ أعلن البنك الدولي بالاشتراك مع منظمة «كير» عن إجراء دراسة حول أهمية التعليم خصوصا مع تزايد معدلات العنف في البلاد.وقد أصدرت «كير» تقريرا الإثنين الماضي «المعرفة على خط النار»، والذي وجد بأن المؤسسات التعليمية هي الأكثر عرضة للخطر في البلاد. تقول هيلين غايل، رئيسة منظمة «كير»: «تعليم العنف في البلاد ينذر بمستقبل خطير بالنسبة للأفغان، إلا أن هذه الدراسة تؤكد أن بناء دعائم للتعليم على المستوى المحلي قد يخفف من وطأة العنف في أفغانستان.» من جهته، يقول كاسنبيرغ: إن السبب الرئيس في استهداف طالبان للمؤسسات التعليمية هو في كونها تتبع الحكومة الأفغانية، التي في نظر طالبان، مناصرة للولايات المتحدةالأمريكية. ويؤكد أن الفتيات هن في العادة المستهدفات في هذه الهجمات، إذ يقول: «الرسالة التي تريد طالبان توجيهها للأفغان هي أن لا تعلموا فتياتكم ولا ترسلوهن إلى المدارس، وإلا فسنقتلهن. ففي هذا المجتمع، الأولاد الذكور هم رمز العائلة.»ويمثل عدد المتعلمين في أفغانستان نسبة لا تتجاوز 28 في المائة، وهو ما يعيق التطور الاجتماعي في البلاد، وفقا لكثير من الدراسات. يذكر أنه بين عامي 2006 و2008، سجلت 1153 حالة تهديد أو هجوم على المؤسسات التعليمية في كابول، وفقا ل «كير».