وصل السناتور الامريكي جون كيري الاحد الى اسلام اباد لاجراء محادثات مع القادة الباكستانيين، بعد ساعات على اعلانه ان العلاقات بين البلدين تمر ب»لحظة حرجة». جيلاني يرحب بكيري في اسلام اباد أمس . « إ ب أ » . وكيري الديمقراطي الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ هو اول مسؤول امريكي كبير يزور باكستان بعدما قامت وحدة كوماندوس امريكية بقتل زعيم تنظيم القاعدة في 2 مايو في مدينة ابوت اباد على مسافة 80 كلم من اسلام اباد. وقال البرتو رودريغيز المتحدث باسم السفارة الامريكية في باكستان لفرانس برس ان «السناتور كيري وصل لاجراء محادثات مع القيادة الباكستانية». من جهته قال تهميما جانجوا المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية لفرانس برس ان كيري سيلتقي الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني لبحث «العلاقات الثنائية والمسائل الاقليمية». ووصل كيري قادما من افغانستان حيث قام بزيارة استمرت يومين. وقبل مغادرة كابول شدد كيري على اهمية المسائل التي تسعى واشنطن لتسويتها مع باكستان. وقال خلال مؤتمر صحافي «انها لحظة حرجة من علاقتنا مع باكستان». واضاف «اننا في مرحلة يترتب علينا تسوية مسائل في غاية الاهمية» بعد العثور على زعيم القاعدة مختبئا على الاراضي الباكستانية قرب العاصمة. وقال «علينا ان نجد سبيلا للمضي قدما اذا امكن. وان لم يكن ذلك ممكنا، ثمة سلسلة من العواقب التي يمكن ان تكون عميقة». وكان كيري قال في كابول ان جهود المصالحة بين طالبان والحكومة الافغانية تفتقر الى الوضوح وتحتاج الى مزيد من التفسير . وجاءت تصريحات كيري قبل شهرين من الموعد الذي تعتزم فيه واشنطن بدء انسحاب تدريجي للقوات من افغانستان. وايدت واشنطن وحلف شمال الاطلسي خطة سلام من جانب كابول تتضمن اعادة دمج مقاتلي طالبان من المستويات المتوسطة والمصالحة مع بعض الزعماء بعد نحو عشر سنوات من القتال في حرب لا تحظى بشعبية على نحو متزايد. كان كيري قال في كابول ان جهود المصالحة بين طالبان والحكومة الافغانية تفتقر الى الوضوح وتحتاج الى مزيد من التفسير . وقال كيري للصحفيين في كابول بعد محادثات مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي ومسؤولي الامن الامريكيين والافغان بوضوح لابد من تحديد المصالحة بشكل اكبر. وكانت واشنطن قد قالت بشكل حذر انها لن توافق على المصالحة الا اذا تم تلبية كل الشروط وربما تشير تصريحات كيري الى ان واشنطن غير مستعدة تماما لقبول الخطة. ومن بين الشروط الاساسية في محادثات سلام كابول هي نبذ المقاتلين للقاعدة. وترفض طالبان اجراء اي محادثات سلام مع الحكومة الافغانية الا بعد مغادرة كل القوات الاجنبية للبلاد. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان القوات الامريكية ستبدأ العودة للوطن في يوليو ويأمل حلف شمال الاطلسي تسليم المسؤوليات الامنية بشكل كامل للافغان بحلول نهاية 2014 . واضاف كيري الذي يرأس ايضا لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان المصالحة لا يمكن ان تأتي على حساب التخلي عن الحقوق التي تم اكتسابها بعد عناء بالنسبة للمرأة وقطاعات اخرى من المجتمع الافغاني. وكررت تصريحاته المخاوف التي ابدتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وجماعات حقوقية تقول ان اي اتفاقات مع طالبان التي تحظر تعليم الفتيات قد تقوض التقدم الكبير الذي تم احرازه بشأن حقوق المرأة منذ الاطاحة بطالبان في عام 2001. ولم يتناول كرزاي علانية حقوق المرأة في خططه للمصالحة.