كان التساؤل مرعبا، ولكن الرد جاء بليغا. هكذا وبكل بساطة نستطيع اختصار تساؤل المواطنين، المنكوبين والمكلومين والمظلومين في جدة، عندما صرخوا بكل وجع: إلى متى تحدث كل هذه الكوارث والفواجع في مدينتنا؟ أما الرد البليغ فكان الأمر الملكي الصريح والحازم والشفاف، الذي لم يتوار وراء المفردات، بل جعلها أكثر بلاغة ودلالة مما هي عليه، ولم يصدر القرارات مباشرة، بل غسل معاناة الناس وأحزانهم، حينما مهد للقرارات بقراءة صريحة لم يجرؤ أي مسؤول آخر أن يبوح بها، بكل هذه المرارة والألم حينما وصف الحال بدقة ووضوح وقال «وإن من المؤسف أن مثل هذه الأمطار بمعدلاتها هذه تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة وغيرها ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات ولا ينتج عنها خسائر وأضرار مفجعة).. نعم يا خادم الحرمين الشريفين فمثلما اخترقت حاجز الصمت وداهمت الفقر في معاقله في جنوبالرياض ها أنت حفظك الله ورعاك تقتحم الصمت وتهاجم الفساد في معاقله في مدينة جدة، وتحاسب بإذن الله أي مقصر أو متهاون تثبت خيانته للأمانة كائنا من كان. شكرا خادم الحرمين الشريفين، وأملنا في لجنة يرأسها الأمير خالد الفيصل أن تعيد الأمور إلى نصابها، وتكشف الوجه السري لمن خرب جدة ودمرها وقتل أهلها وسرق مخصصاتها. خاصة وأن جميع المواطنين يأملون أن تقتص اللجنة من كل المتسببين وبالذات الذين سرقوا مخصصات الصرف الصحي، والذين أبعدوا المواطنين عن وادي مريخ وانتزعوا ملكياتهم باعتبار أنه مجرى سيل ثم خططوا هذه الأراضي الخطرة وباعوها قطعا نظامية على المواطنين في مخطط المساعد، وأن توجه أمانة جدة بأن تنسى الرويس والنزلة مؤقتا، وتلتفت للأحياء العشوائية الحقيقة، وأن يكون الحل إنسانيا، لا أن يقتلعوا المواطنين البسطاء من بيوتهم، ثم يتركوا في مهب الضياع بدون بدائل تليق بالحياة وبالانسان السعودي في القرن الحادي والعشرين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة