يا أبا متعب يا أيها الشهم كم كانت كلماتك بلسماً شافياً كم كان أمركم الملكي وقراركم التاريخي حفظاً لكرامة الوطن والمواطن ومساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات يا خادم الحرمين بعدلك ومحبتك لشعبك أدركت الجوهر الحقيقي وحققت معنى تحقيق الشريعة الإسلامية، بقرارك أيها الإنسان أعطيت الأمان الحقيقي لهذا الوطن ومن يعيش على ترابه، نعم يا ملك الإنسانية صراحتكم وشفافيتكم انطلقت من توجهكم الديني والرغبة الأكيدة لمحاسبة كل مقصر ومتهاون، هنيئاً لنا بك يا رجل العدل وعهدنا يزهو بكم كيف لا يزهو وهذه كلماتكم وانه ليحز في النفس ويؤلمها ان هذه الفاجعة لم تأت تبعاً لكارثة غير معتادة نحو ما نتابعه ونشاهده كالأعاصير والفيضانات الخارجة وتداعياتها عن نطاق الإرادة والسيطرة، فانه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه، جهات وأشخاصاً أيها الملك العادل قرارك التاريخي بانك لن تتسامح مع من أخل بأمانته ومسؤولياته يدعونا للفخر ويدعونا للامتثال والعمل ويزدهر الأمل بمستقبل مشرق، رعاك المولى وحفظك وأطال في عمرك لهذا الوطن وللمواطن. فقبل هذا المرسوم الملكي عشنا أياماً عصيبة من فوضى التصريحات من قبل مسؤولي أمانة مدينة جدة الكل يتهرب ويلقي بالمسؤولية على غيره، يخرج علينا وكيل أمين جدة للتعمير والمشروعات المهندس إبراهيم كتبخانة في إحدى الصحف ويقدر حاجة المدينة إلى ثلاثة مليارات ريال لتنفيذ مشروعات تصريف مياه الأمطار وتغطية كامل المدينة بشبكة تصريف، وقال ان أمين مدينة جدة وجه بتشكيل لجنة من إدارات الأمانة المعنية لرصد الآثار السلبية الناتجة عن أمطار الأربعاء والبدء بعمل اللازم تجاه صيانتها وإصلاحها وأوضح ان الأمانة تضع قضية تصريف مياه الأمطار على رأس أولوياتها، نحن هكذا يا مهندس إبراهيم ننتظر وقوع الكارثة والمأساة ثم بعد ذلك نتحرك بعد فوات الأوان أسئلة صعبة تؤرقنا جميعاً يا سعادة الوكيل لم نجد لها إجابات شافية فلماذا نحلق بجناح واحد وانني أقول ان السلطة الرابعة والتي تنقل الانطباعات هي بالضرورة تقود المسؤول إلى أشبه ما يكون بالتخبط وكثرة الأخطاء. ويأتي الأستاذ فيصل شاولي أحد مسؤولي أمانة مدينة جدة ليعلق على ما حدث في جدة بان المشكلة تكمن في ان ما حدث من كارثة سببه خروج من قضوا ليشاهدوا الأمطار.. ويخرج وكيل الأمين للخدمات هاني أبوراس ليعلن ان التعديات هي محور الكارثة.. يا جماعة افتحوا النوافذ لا تغلقوا نافذة العطاء، يجب ان نصحو من فوضى التصريحات في الأزمات والكوارث ونفكر بعقل منظم أما آن لنا ان نتعظ مما سبق، سبحانك يا صاحب الملك والملكوت قد تكشف الرحمة ما لا ينكشف. لن يسامحنا التاريخ وسيحاسبنا لان التاريخ لا ينام، ولكن الأدهى اننا نسعى للوصول للكراسي بكل ما نملك ونضرب بقوة من يقف ضدنا ونطلق الشعارات البراقة نعلنها كمن يظهر خلاف ما يطبق وبمجرد وصولنا للكراسي لا نتحمل مسؤولية الجلوس عليها، لاننا ندرك انها إحدى أدوات التاريخ وكيف لا تكون كذلك فهل نحن نخلد اسم الكرسي أو نلعنه بكل تأكيد الجواب لا، ولكننا نخلد اسم من يجلس على هذا الكرسي ونراه بالعين المجردة بل بحدقات العين وهنا تكمن محاسبة التاريخ. أخيراً ستبقى هذه الكارثة في ذاكرة أهالي جدة حزناً أولاً وأسئلة تؤرقهم على مدى الأيام والليالي وسيبقى قرار المليك النور الذي أضاء نفقهم المظلم.