مرة أخرى يقام مهرجان للسينما في جدة، وكالعادة يأتي هذا الفعل السينمائي بعيدا عن كل خياراته المنطقية التي يمكن أن يرتهن لها أي عمل تراكمي. فبينما مازال مشروع دور السينما وإقراره أو عدم إقراره تحت طاولة الصمت بدون مناقشة، سوى إشارات خافتة تأتي من هذه الجهة أو تلك، آخرها استعداد وزارة الثقافة والإعلام بدورها الإشرافي على هذا القطاع حين إقرار الحكومة لإنشاء دور السينما. ويبدو رد الوزارة منطقيا فكيف تطلبون منا الإشراف على قطاع لم تقم أي جهة بإقرار مكان عرضه الأساسي ألا وهو دور السينما. ولكن غير المنطقي أننا تجاوزنا هذه المرحلة وصرنا لا نستهلك سينما بل صرنا ننتج أفلام سينما أو ما يشبه أفلام السينما. إذن ما هي المشكلة، فالمجتمع بنسب كبيرة، وهو العائق المفترض دائما، لا يشغل صالات السينما في البحرين والقاهرة والآن دبي سواه. والأسرة وأغلب أبنائها يتابعون جديد السينما الأمريكية والهندية والمصرية على قنوات التلفزيون المخصصة للأفلام ليل نهار. وأبناؤنا يتابعون كل جديد في عالم النجوم ويتابعونهم بكل انبهار. وشبابنا تعدى مرحلة عبدالله المحيسن عندما كان المخرج يحاول إنجاز فيلم فإنه يحفر في الصخر وأنتجوا أفلاما بإمكانات وأدوات بسيطة وشاركوا في كل مهرجانات العالم الممكنة. بل أكثر من هذا أن هناك سعوديين يشاركون في لجان تحكيم مهرجانات سينما. فيا عالم.. ألا يدعو هذا الواقع إلى طرح تساؤل بسيط: هل نحن نعيش بعيدا عن الواقع أو أن واقعنا غير الواقع الذي يعيش فيه كل العالم. لا أعتقد أن أكبر همومنا صالات السينما ولكن الطريق الذي يسير فيه هذا الموضوع هو الذي يحيرني ويجعلني أتساءل فأكون من المتسائلين لا أكثر ولا أقل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة