في ثوان.. وجوه باسمة تتبدل شحوباً وأرواح منطلقة تتقيد كدراً وقد تؤثر العزلة! تتكرر هذه الصورة لدى من يشكو من عدم وجود من ينصت إليه, وهذا حق فقد قيل :» إنّ أول واجبات الحب الإنصات الجيد»، ولكل من ضاق من عدم إنصات الآخرين له وأراد النهوض والتنعُّم بمتعة الأحاديث كانت لأجله هذه الكلمات.. بصراحة مع ذاتك صارح نفسك وحدثها بهذه التساؤلات وأخبرها عن نتائجها: هل كثيراً تبدأ حديثك مقاطعاً الآخرين؟ تأمّل رعاك الله من لا ينصت بصدق لن يجعل الآخرين ينصتون إليه. خلال حديثك هل تتجنّب النظر للآخرين والانتقال ببصرك بين جميع مستمعيك؟ إنّ ذلك يبعث إليهم بإشارات أنّ حديثك مهما كان بليغاً غير مهم وضعيف. في حالة طلب المشورة أو الرأي في أمورك الهامة هل تسأل الآخرين عن موعد يناسبهم؟ أم تطلب الرأي أو المشورة في أوقات انشغالهم! إنّ اختيار الوقت المناسب يسهم في نيل المشورة الأفضل والاهتمام الأكبر والإنصات الجم. هل سريعاً تمتعض وتقذف بكلمة لاذعة لمقاطعك؟ إنّ الحساسية المفرطة تجاه تصرفات الآخرين والتي قد تنتج عن عدم تفهمُّك لموقفهم أو الظروف التي لا تراها، يجعلهم يتجنبون الاستماع إليك في المرات القادمة خشية أن تؤذيهم!. هل لا تلفت الانتباه حينما يقاطعك وتكتفي بالرفض والغضب الداخلي؟ كن واسع الأفق وحرِّر مشاعرك ولا تشخصن المواقف وتسيء لعلاقاتك مع الآخرين, كل ما عليك فعله أن تتبسم وتخبر مقاطعك بلطف أنك ترغب بإكمال حديثك ومن ثم الاستماع إليه، واحرص على أن تكون بعد ذلك مهتما بالإنصات إليه فقد وعدته. لك طريقة واحدة في الحديث؟ إنّ أسلوب الحديث مهم جداً.. اهتم بالقصة أو المدخل المرح عندما يتناسب مع محتوى حديثك وذلك عند البدء وراع التلخيص السريع عند الختام، فلعل أحدهم فاته شيء من حديثك أو لم يفهمك, أيضا فَعِّل حركة الأيدي وتعابير الوجه وإيماءات الرأس واحذر التكرار فقط كرر أو شدد الكلمات الهامة في حديثك بصوت أعلى فلها مفعول أكيد لجذب الآخرين والتأثير عليهم. تتحدث بكل شيء لشخص ولكل شخص؟ إن البشر مهما كانوا على صلة وثيقة بنا يتململون من التفاصيل الطويلة ذلك لأنها تقودهم خفية لكبت ذواتهم واضطرارهم لعدم البوح عن أمورهم خشية التحدث عنها. عندما تتحدث هل بابك مفتوح وعقلك مغلق؟ أي أنّ لغة جسدك تظهر امتعاضاً يفصح عن عدم قبولك المسبق لأي إضافة قد تقال بعد حديثك! همسة إنّ في البشر صنفاً لا يدركون حالهم فاعطف عليهم فما كانوا كذلك إلاّ لجهلهم، وثق أنهم في أشد المعاناة لعدم وجود من ينصت إليهم ومن البشر من ضعف وعيهم يقودهم لخلاف ما يجب أن تكون عليه الأمور، يسيئون فيرتد إليهم السوء بصور شتى قد لا تراها ومنها ما رب الخلق يتجاوز عنها فلا تأخذك الأنفة.. بل خذ بيدهم واهدهم كتاباً أو حكاية لموقف علّها توقظهم. بعد هذا؟ عليك بالاحترام .. اجعل الاحترام بلا تصنيفات أو توجُّهات .. اجعله.. نابعاً من قلبك وعقلك فهو البوابة الأولى لإنصات الآخرين لك. وقود لحياتك «لن يمنحنا أحد شرف الإنصات إلينا إنْ لم نمنحه شرف الإنصات إليه» هدى بنت ناصر الفريح