عندما طالب الملك عبد الله بن عبدالعزيز عند إقرار الميزانية العامة للدولة 1431/1432ه الوزراء والمسؤولين كافة بإتمام المشروعات «بجد وإخلاص وسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها» وحين يؤكد أنه يسمع ذلك من الناس ويحسه بنفسه، ويقول بعبارة صريحة واضحة: «بعض المشروعات إلى الآن ضائعة» فإنه يحمل المسؤولين كافة، مفهوم التوظيف الأمثل لموارد الدولة، وإنفاقها في المشروعات الحيوية التي تهم الوطن والمواطن، لأن مفهوم التنمية الشاملة التي يخطوها المجتمع السعودي، استطاع تجاوز التقصير الموضوعي لمفهوم التنمية في صياغته الأولى، وظل مفهومها في المجتمع السعودي، يحمل دلالات تنمية مستقلة «بعيدة عن تبعية منطقة معينة لمنطقة أخرى، ويحمل أيضا أحكاما قيمية». لقد وجه الملك «عبد الله» كما هي عادته، أبلغ رسالة في أقصر عبارة، أشار بصراحة ووضوح إلى أنه لا مجال للمتهاونين، والأولية القصوى للجد، والاجتهاد، والسرعة، فالناس كما سمع منهم يرون أن بعض المشروعات ضائعة، ولذلك فهو يطالب كل مسؤول بتوظيف طاقاته وطاقة الميزانية وقدراتها، لصالح المجتمع السعودي، ومواطنه، الذي يتطلع بدوره إلى النزيهين بعين التقدير والاحترام، ويطالب غيرهم بأن يكون المسؤولون النزيهون مثلهم الأعلى، حتى يظل مفهوم التنمية السعودية تحت الشمس، متسما بالشمول الذي يرسخ التقدم، ويضع موارد الدولة لإنتاج، تقنية حديثة، وأفكار عصرية، ونظم عادلة، وتسويق فعال، ومستهلك واع، ومن هنا طالب «الملك عبد الله بضرورة معالجة أي قصور، وإعادة الاعتبار إلى عملية التنمية بوصفها عملية شاملة، وفي الوقت نفسه محاسبة المقصر، والمتهاون، والكسول، ومكافأة من يخدم المجتمع السعودي وإنسانه، ويسعى لتحقيق مشروعاته الحيوية، ويدرك مجمل أبعادها العادلة القائمة على، المستخدِم والمستخدم، كي يظهر مفهوم التنمية المستقلة، ويدفع عملياتها، بالتركيز على الداخل بكل صوره وأبعاده، وليعيد التذكير بأنه لا تضارب بين مصلحة الوطن والمواطن أو اختلافها، أو تحويل أولويات مناطقه ومحافظاته إلى مركزي وهامشي، وليؤكد في الوقت نفسه الأبعاد الذاتية للتنمية السعودية، متجاوزا إشكالية القصور الجغرافي لمفهوم التنمية، فيقيم التوازن بين شبكات من المصالح المتبادلة بين المناطق السعودية، بكل أبعادها ودلالاتها، ومعانيها. ينبغي أن تفهم رسالة «عبد الله بن عبدالعزيز» على أنها جرس إنذار في أذن أي متهاون، فقد وضع الرجل المسؤولية على عاتق كل مسؤول، لأن التنمية السعودية الشاملة ينبغي أن يستفيد منها الجيل القادم، الذي يستطيع أن يعبر عن حركة تنمية شاملة، بحس وطني حضاري، ينطلق من الواقع، ويصل إلى المستقبل، ويتعامل معه وبه، وينتشله مما يواجهه من عقبات، وفي هذا الإطار ينبغي أن تفهم رسالة «عبد الله بن عبد العزيز». فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة