استبدلت طهران لغة التصعيد بأخرى أكثر دبلوماسية، إذ أعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس، في مؤتمر صحافي، أنه لا يزال بالإمكان تسوية أزمة الملف النووي الإيراني عن طريق الدبلوماسية. وخاطب لاريجاني الغرب بالقول، أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة دبلوماسية، وأن من مصلحتكم انتهازها، متابعا: إيران ستواصل أنشطتها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وستتخذ قرارها بناء على هذا الخيار». وحذر الدول الغربية من محاولة الغش على حد قوله. مشيرا إلى أنه ليس من الممكن أن يقولوا أحيانا إنهم يريدون التفاهم مع إيران وبعد ذلك يصوتوا على قرار ضدنا. ويأتي تصريح لاريجاني غداة إعلان الحكومة الإيرانية عن بناء عشرة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم من أجل إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المائة. إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في مقابلة صحافية أمس، أن عناد إيران لجهة تجاهلها طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال قرارها بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم، أمر بالغ الخطورة. ولم تخف روسيا الحليف المفترض لإيران قلقها إزاء توسيع طهران برنامجها النووي، إذ نقلت وكالات أنباء محلية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله أمس، إن موسكو قلقة بشدة من خطط إيران لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم. فيما انتقد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إعلان إيران نيتها بناء عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، وحثها على قبول العرض الذي قدمته القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. وقال ميليباند في بيان إن إيران اختارت الاستفزاز بدلا من الانخراط معنا، ويتعين عليها أن تدرك وحدة وتصميم المجتمع الدولي وتقبل عرض اليد الممدودة». وأضاف أن إيران «استجابت لقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يحثها على معالجة المخاوف الجدية بشأن برنامجها النووي من خلال الإعلان عن بناء المزيد من منشآت تخصيب اليورانيوم». وفي أول تفسير لموقف إيران حول بناء عشر منشآت نووية، أعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن قرار بلاده إنشاء هذه المنشآت جاء للرد على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أدان بلاده. ونقلت وكالة «إيلنا» الإيرانية عن صالحي قوله، إن بلاده احتاجت لأن ترد بقوة على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي اتخذ الجمعة الماضي، ودعا طهران إلى وقف بناء المنشأة النووية الجديدة لتخصيب اليورانيوم التي كشفت عنها أخيراً، ولوقف كل أنشطة التخصيب الأخرى. وكانت الحكومة الإيرانية اجتمعت أمس الأحد برئاسة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وصدقت على خطط بناء 10 منشآت لتخصيب اليورانيوم إلى معدلات صناعية.