بات مرض انفلونزا الخنازير الشغل الشاغل لكل من قصد المشاعر المقدسة، فجميع الجهات المعنية في الحج استنفرت لمحاربة هذا المرض والحد منه وتوعية الحجاج بخطره واتخاذ التدابير اللازمة لذلك، فالكل يرى أن المرض بات يسحب البساط من كل الأمور التي تشغل الناس في الأراضي المقدسة. ورغم عدم رضا الجهات الصحية في المملكة عن جهود بعض الدول التوعوية والإجرائية ضد انفلونزا الخنازير ومنه تأكيد وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة عن عدم التزام بعض الدول الإسلامية للاشتراطات الصحية والتوعوية ضد انفلونزا الخنازير، وما أوضحه وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش ل «عكاظ» عن تنسيق بين وزارة الصحة ووزارة الحج وبعثات الدول على ضروة عقد لقاءات توعوية وتعريفية في بلدان الحجاج قبل وصولهم، مبينا أن بعض الدول لم تلتزم باشتراطات الصحة وبعقد هذه اللقاءات التوعوية. وأشار ميمش إلى رغم تقصير بعض الدول، إلا أن الوضع مستقر ومطمئن ولايوجد مايدعو للقلق بدليل إصابة 67 حالة فقط من أصل ثلاثة ملايين حاج من 180 دولة. لكن رؤساء بعثات الدول برأوا أنفسهم من تهمة التقصير، مشيرين إلى أنهم التزموا بتوعية حجاجهم، وذلك ما أوضحه رئيس البعثة السودانية أحمد عبد الله أحمد، مبينا أن السوادن اتفقت قبل الحج بشهرين على عقد لقاءات لتوعية الحجاج قبل وصولهم إلى المملكة من خلال إعطائهم دورات عملية على يد مختصين وتزويدهم بأشرطة وكتيبات وملصقات توعوية للاستفادة منها والالتزام بالتعليمات الصحية للحج، مشددا على أن 35 ألف حاج سوداني ملتزمون بالتعليمات ويطبقونها بحذافيرها. أما رئيس البعثة اليمنية الشيخ حمود الهتار، فبين أنه لا يمكن في أي برنامج توعوي التزام الناس به بالكامل، بل لابد من بعض الإهمال، مبينا أن البعثة اليمنية سارت على خطى البعثة السودانية في توعية حجاجها في الوقاية من المرض وتطبيق الاشتراطات الصحية، لافتا إلى أن بعثة اليمن لم تسجل أية إصابة بانلفونزا الخنازير وهذا دليل نجاحها في حملة التوعية. ووضع رئيس البعثة المغربية الدكتور أحمد قسطاس الكرة في ملعب بعض الحجاج الذين لا يلتزمون بالتعليمات رغم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة والحج وبعثات الحج في التوعية الصحية والنظامية للحجاج، مؤكدا أن البعثة المغربية وضعت خطة محكمة للتوعية والتزمت بتطبيقها، وأن جل الدول التي طبقت خطة التوعية لم يصب حجاجها بأي أذى. ورفضت وزارة الحج التعليق على القضية على لسان وكيلها الدكتور عيسى رواس، موضحة أن هذه القضية بيد وزارة الصحة، وأن وزارة الحج قد أوعزت لبعثات الدول بضرورة توعية حجاجها وشددت على ذلك. وحمل نائب رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية المهندس طلال حسين محضر، الجهل والأمية لدى بعض الدول في التقصير والإهمال في توعية حجاجها بخطر المرض وكيفية الوقاية منه، مبينا أن جميع الدول العربية التزمت بالتوعية وذلك بالتنسيق والمتابعة بين مؤسسة الطوافة وبعثات الدول العربية، وهو ما أعطى نتائج إيجابية أثمرت عن عدم إصابة الحجاج بهذا المرض. لكن رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا عدنان كاتب يرى أن الدول قد تلتزم، لكن الحجاج لايطبقون هذه الاشتراطات بسبب جهل معظم الحجاج وعدم استيعابهم لهذه الإجراءات. وأفاد كاتب أن مؤسسته نسقت مع جميع بعثات دول جنوب آسيا وخصوصا الهند وباكستان وبنجلاديش لتوعية حجاجها قبل وصولهم. وواصلت المؤسسة البرنامج التوعوي ضد المرض عند وصولهم للمملكة سواء في مساكنهم أو في مخيماتهم وترجمت كتيبات ليقرأوها وراعت وضع الأميين ببرامج تلفزيونية تبثها في مقار سكنهم ومخيماتهم لمحاولة تعويض النقص التوعوي في حال وجوده. وأبدى رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا زهير سدايو عن رضاه عن مستوى التوعية في الدول الآسيوية رغم وجود وفيات منها، مؤكدا أن معظم المصابين جاءوا بالفيروس من خارج المملكة، وأنه وسط هذه التجمعات الكبيرة مهما كانت قوة البرامج التوعوية فإن خطر الإصابة قائم، لافتا إلى أن أكثر دول جنوب شرق آسيا تلتزم بالتعليمات الطبية في الأوقات الاعتيادية وزادت من اتخاذ التدابير الطبية وبرامج التوعية هذا العام.