دافع رؤساء وأعضاء بعثات الحج عن جهودهم في مجال توعية الحجاج في أوطانهم، مشيرين إلى أن تقصير البعض لا يعني التعميم على الكل، حيث بين وزير الأوقاف والإرشاد اليمني رئيس البعثة القاضي حمود الهتار أن اليمن تحرص على تنفيذ التوعية الاستباقية للحجاج وذلك من خلال التعميم على خطباء المساجد في اليمن بالحديث عن مناسك الحج. ولفت الهتار إلى أن اليمن تقدم برامج توعوية شاملة مسلكية وسلوكية وصحية وبيئية، مستعينة بمقررات وتوصيات الندوات التوعوية التي عقدت في ماليزيا والأردن، مبينا أن الحجاج لا يصلون للأراضي المقدسة إلا إذا أخذ قدرا لا بأس به من التوعية، مشيرا إلى أن البعثة تعتمد على عدد من المرشدين الدينيين الذين يرافقون البعثة في الإجابة على أسئلة الحجاج وتبيين كافة المسائل الدينية والسلوكية، رافضا مساواة الدول مع بعضها في عملية التوعية قائلا «هناك المجتهد وهناك المقصر، ولا يمكن أن نساوي الجميع». وزاد عليه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف في الأردن رئيس البعثة وأمين المجمع الفقهي سابقا الدكتور عبد السلام العبادي عندما وصف تجارب الدول الإسلامية بالتوعية قبل وصول الحجاج بالمتفاوتة، مؤكدا وجود وعي كبير من معظم الدول الإسلامية بأهمية التوعية وتنفيذ البرامج، مشيرا إلى أن الإمكانيات في بعض الدول قد تكون محدودة أو قد تصطدم ببعض الدول غير الإسلامية التي لا تولي المسألة أهمية كبيرة مما يثقل الحمل على البعثة في القيام بدور مضاعف، مبينا أن هناك برنامج عمل للحاج الأردني قبل الوصول للأراضي المقدسة حتى يؤدي نسكه ويلتزم بالخطط الموضوعة. وأوضح رئيس البعثة البنجلاديشية محمد حسين أنهم أولوا مسألة التوعية المبكرة اهتماما كبيرا، خصوصا أن 60 في المائة من حجاج بنجلاديش البالغ عددهم 100 ألف حاج أميون، مبينا أن لديهم نقاط تجميع للحجاج قبل مغادرتهم للأراضي المقدسة يأخذون فيها دورات توعوية في كافة المجالات خلال فترة تمتد لأسبوع، مفيدا أن هناك محاولات لتطوير هذه البرامج وتمديد الفترة الزمنية لضمان استيعاب الحاج لما تعطيه من جرعات توعوية، ولفت إلى وجود تعاون كبير في تطوير هذه البرامج بالتعاون مع وزارة الحج ومؤسسة حجاج جنوب آسيا. كلام حسين أكده منسق بعثة الحج البنجلاديشية عضو مجلس إدارة حجاج جنوب آسيا رأفت بدر الذي بين أنهم يحاولون توعية حجاج بنجلاديش بالطرق التي تناسبهم من خلال بث الأفلام التوعوية بلغاتهم ووضع شاشات مرئية في مقار سكنهم ومخيماتهم، وإعطاء جرعات من المحاضرات الدينية التي يتولاها مرشدو بعثتهم، وشدد أن المشكلة ما تزال قائمة لعدم قوة البرامج التوعوية في بلاد الحجاج حتى الآن بسبب عدم وجود الإمكانات، ومبديا تفاؤله بتطور هذه البرامج بفضل التعاون بين المؤسسات ووزارة الحج التي تدعمها الدراسات والأبحاث العلمية.