.. رغم تقدم الطب وكثرة المشافي العامة والخاصة، مع توفر وسائل العلاج الحديثة لازال بعض الناس يعتمد على الوصفات الطبية التي يقول بها الآخرون. وفي مؤلف للدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي من إصدار معهد مكةالمكرمة في جدة عنوانه : الفتاوى الطبية المعاصرة إجابات شافية لكمية هائلة من الأسئلة التي تبحث عن العلاج من حالات مرضية مختلفة، وفي مستهل الكتاب فصل يوضح نهج الكتاب بما نصه: لقد حملت نافذة الفتاوى التابعة لموقع الإسلام اليوم على عاتقها الإجابة على أسئلة الإخوة المسلمين، والتي تصل إليها بلهفة الظمآن من أصقاع الأرض، باحثة عن الهدى والنور، مستفتية طالبة معرفة الحق في العبادات والمعاملات اليومية مما يعرض للمسلم في حياته. ولأجل تحقيق هذا الهدف الجليل فقد نشط القائمون على نافذة الفتاوى لاستكتاب جمع كبير من المشايخ الفضلاء من العلماء، والقضاة، وأساتذة الجامعات في شتى التخصصات الشرعية، طلبا للتعاون على البر والتقوى من إفتاء وتعليم الناس الخير عبر هذا المجال الإعلامي المتسارع. وكان ممن عرضنا عليهم التعاون في ذلك فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي حفظه الله فتقبل الدعوة بقبول حسن، ووجدناه سمحا بذاك مجيبا، ولقد توالت أجوبته المبسوطة المطولة المحررة على الأسئلة المحالة إليه، واجتمع لدينا منها ثروة ثمينة، جديرة بالحفظ والعناية، ولتعميم العناية بها فقد جمعنا في هذه الضميمة عددا من اجاباته، وهناك غيرها سيجمع مع غيره إن شاء الله تعالى. وسيرى من طالعه مقدار ما تميز به جهد الشيخ من تحرير، وتحبير، وحسن عرض، ورسوخ في العلم، ومقدار ما كان يوليه حفظه الله لأسئلة السائلين من اهتمام وعناية فائقة. نسأل الله تعالى أن ينفع بهذا العمل، وأن ينشر بركته، وأن يثيب فضيلة الشيخ عبد الرحمن الجرعي، ويبارك في علمه وعمره، وينسىء في أجله، وينفعه وينفع به، وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين. ومما يوضحه الكتاب أن الجيلاتين مادة تستخرج من عظام بهيمة الأنعام والخنزير ومن الجلود كذلك، ومن خصائص هذه المادة أنها تذوب بسهولة في الماء الساخن وتعطي محلولا لزجا عندما يبرد المحلول أو يتجمد في صورة هلام شفاف، وهذه المادة تستخدم في تغليف اللحوم وصناعة المثلجات، كالجيلاتين والآيس كريم ومنتجات الألبان وصناعة الحلويات والعلك والعجائن والكعك والمشروبات، كما يستخدم الجيلاتين في بعض الصناعات الدوائية.. وبالنسبة للحكم الشرعي للجيلاتين فهو بحسب المصدر الذي أخذ منه، فإن كان مصدره الخنزير فهو حرام، لاسيما أن المختصين قد ذكروا أن الجيلاتين الخنزيري لا يستحيل إلى مادة أخرى بل يمكن رده إلى أصله، أما الجيلاتين المأخوذ من يهيمة الأنعام التي أحلها الله فلا بأس به، وذلك عندما تكون هذه الأنعام مذكاة ذكاة شرعية، والله أعلم. تحية للدكتور عبد الرحمن الجرعي.. وشكرا لمعهد مكةالمكرمة في جدة والقائمين عليه.