أكد رئيس الهيئة الاستشارية العليا للحج والعمرة ورئيس بعثة الحج العراقية الشيخ محمد تقي المولى، رفضه استغلال موسم الحج لأغراض سياسية ورفع الشعارات والتظاهرات، منددا بالأصوات التي تحاول تسييس موسم الحج. وقال في حوار مع «عكاظ» من مقر سكن البعثة في المدينةالمنورة: إن الحجاج العراقيين كغيرهم جاءوا لأداء الفريضة، ويحملون كل التقدير والاحترام للأنظمة والقوانين الداعية إلى عدم تعكير صفو موسم الحج. واتهم المولى بعض الجماعات من بينها تنظيم القاعدة بمحاولة استغلال موسم الحج لتنفيذ ممارسات تدعو إلى إثارة النعرات الطائفية، مشيرا إلى أن بعثة الحج العراقية رصد كتابات وجدت أخيرا على جدران مساكن الحجاج العراقيين في مكةالمكرمة تمجد لحزب البعث ولصدام حسين وتقدح في المذهب الشيعي. إلى الحوار: - كيف كان وصولكم إلى المملكة وهل واجهتم صعوبات في ذلك؟ -أولا نشكر المملكة على تقديم الخدمات والتسهيلات لكافة حجاج العالم الإسلامي بما فيهم حجاج العراق، ورغم وجود بعض الصعوبات والمشكلات التي واجهتنا هذا العام حيث كان هناك اتفاقا في شهر أبريل الماضي بأن يصل عشرة آلاف حاج عراقي إلى المدينةالمنورة جوا من إجمالي 21 وخمسمائة ألف حاج سيصلون جوا إلى المملكة بين مطاري جدةوالمدينة، وفي شهر سبتمبر أبلغنا بأنه تم إلغاء رحلات الحج العراقية القادمة جوا إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينةالمنورة، بسبب ازدحام وكثافة رحلات الطيران وتجاوز الطاقة الاستيعابية للمطار، واضطررنا للانتقال بالسيارات من مطار الملك عبد العزيز في جدة إلى مساكن الحجاج في المدينةالمنورة. * ماذا بشأن استخراج التأشيرات، هل واجهتكم صعوبات في ذلك؟ استخراج التأشيرات للحجاج العراقيين كان يتم عن طريق السفارة السعودية في دولة الكويت؛ لعدم وجود سفارة أو قنصلية سعودية في العراق حتى الآن، وبلغ عدد التأشيرات العراقية من سفارة السعودية في الكويت 32 تأشيرة، لذلك اقترحنا تفويض إحدى سفارات الدول العربية في العراق بإصدار تأشيرات للعراقيين أو قبول منح التأشيرات عبر ثلاث دول مجاورة للعراق إلا أن هذه المقترحات لم تقبل، وندعو إلى إيجاد حل لمشكلة استصدار التأشيرات بالتنسيق مع السلطات السعودية والعراقية بشكل أكثر انسيابية. * كيف تقيم العلاقة بين المملكة والعراق حاليا؟ نحن نعتبر أنفسنا جدا قريبين من المملكة، حيث تجمعنا صلة الجوار والعروبة والإسلام وتربطا علاقات اجتماعية كبيرة، وقسما من العشائر العربية الموجودة في المملكة توجد في العراق وهذه العلاقات لها احتراماتها وتقديراتها. وهمنا كعراقيين أمن المملكة، كما يهمنا أمن العراق فالبلدان تضررا من العمليات الإرهابية التي تنفذتها جماعات خارجة على القانون ومن أبرزها تنظيم القاعدة، فالتنظيم يحاول استغلال موسم الحج من أجل المساس بأمن الحجاج العراقيين. وأخيرا رصدنا كتابات «مجهولة» في عدة بنايات يقطنها الحجاج العراقيون في مكةالمكرمة، بينها شعارات تمجد لصدام حسين والبعثيين وكتابات مذهبية تعتبر «سابقة خطيرة» لم يشاهدها الحجاج العراقيين طوال السنوات السابقة، وأرجح أن يكون تنظيم القاعدة وراء تلك الأعمال والممارسات، لكن هذه الممارسات اقتصرت حتى الآن على الكتابات ولم يتعرض أي من حجاج العراق إلى أذى. * كيف تردون على من يدعو إلى استغلال الحج لأغراض سياسية؟ نرفض تماما استغلال موسم الحج في أغراض سياسية، ورفع شعارات وتجمعات ومظاهرات. نحن جئنا لأداء مناسك الحج فقط ونرفض تنظيم المسيرات والتظاهرات والشعارات السياسية. وفي الوقت الذي يدعو فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الحوار بين الأديان والمذاهب فإن هناك جماعات من بينها تنظيم القاعدة، تحاول محاربة هذا التوجه بإثارة النعرات الطائفية والفرقة والتشدد والتصادم بين الديانات والمذاهب، وهذا الأمر لا نقبله جميعا فنحن نقف صفا واحدا ضد الإرهاب، وبعثة الحج وكافة حجاج العراق يرفضون تنظيم أية مسيرات أو تظاهرات. *كم عدد الحجاج العراقيين هذا الموسم؟ إجمالي الحجاج العراقيين الذين قدموا إلى المملكة منذ الرابع عشر من الشهر الجاري بلغ 32 ألف حاج، منهم 21 وخمسمائة ألفا سيصلون جوا من العراق إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، فيما يتواصل قدوم باقي الحجاج برا، حيث عبر أول أمس ستة الآف حاج عراقي برا عبر منفذ جديدة عرعر، إضافة إلى 3800 حاج سيصلون عبر منفذ الرقعي، ومن المفترض أن يعبر نحو سبعة الآف حاج عبر منفذ جديدة عرعر إلا أنه تم إغلاق الحدود أول أمس بعد مرور ستة الآف حاج عراقي وفقا لما أبلغت به السلطات في المنفذ، ويجرى حاليا مع السلطات السعودية لإنهاء قضية الحجاج العراقيين العالقين في الحدود، إضافة إلى 3800 حاج عبر منفذ الرقعي. ومن المتوقع أن تصل آخر قافلة من حجاج البر العراقيين الجمعة المقبل، ولدى حكومة العراق رغبة في تعجيل مغادرة الحجاج العراقيين بعد انقضاء مناسك الحج مباشرة وخلال مدة 10 أيام خوفا من تفشي انفلونزا الخنازير خلال الحج.