تشهد محال الصرافة وتغيير العملات هذه الأيام انتعاشا كبيرا في نشاطها في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة، في ظل الإقبال الكبير من جانب الحجاج وضيوف الرحمن، الذين وفدوا إلى المملكة من مختلف بقاع العالم لأداء فريضة الحج هذا العام. و يحرص كثير من الحجاج على تغيير عملات بلادهم إلى الريال السعودي فور وصولهم إلى الأراضي المقدسة، وشراء الريال لتوقعهم أنهم سيحصلون على سعر صرف أعلى لعملاتهم في سوق الصرف السعودية، بدلا من صرفها وشراء الريال من بلدانهم، لكن البعض منهم يفاجأ أحيانا أن سعر الصرف الذي يغيرون به عملات بلادهم أقل مما يأملون فيه، نظرا للتغير اللحظي لسعر الصرف في أسواق النقد والصرف العالمية، والذي ينعكس بالتالي على سوق الصرف السعودية. ويؤكد عدد من العاملين في محال الصرافة، إن هامش الربح الذي يحصلون عليه لا يتجاوز هللات، مشيرين في الوقت نفسه، إلى أن معظم الحجاج الذين يعمدون إلى تغيير عملاتهم بالريال السعودي هم من الجنسيات العربية في الغالب أو الآسيويين والكثير من الأفارقة، حيث يحرص هؤلاء الحجاج على التعامل بالنقد «الكاش»، ولا يحبذون استخدام البطاقات الائتمانية أو بطاقات الصرافات الآلية ولا الشيكات السياحية. من جهته، يرى محمد العامودي، أحد العاملين في شركة صرافة في جدة، إن معدلات الطلب على الريال السعودي تزداد خلال الفترة الحالية، الأمر الذي يرجح ارتفاع سعر صرف الريال السعودي مقابل العملات الأخرى، خاصة في ذروة موسم الحج، أي قبل بدء أعمال الحج، إلا أنه أوضح أن معدلات الطلب على الريال تقل بعد انتهاء مناسك الحج وقبيل مغادرة الحجاج، وتصبح هذه المعدلات عكسية، بمعنى أنه تكون هناك عمليات بيع كبيرة للريال وطلب على عملات الدول الأخرى وخصوصا الدولار الذي يجد قبولا لدى الحجاج، خصوصا مع ثبات سعره في المملكة. ويضيف أحمد باكرمان، الصراف في شركة صرافة في جدة، إن الطلب على الريال هذه الأيام كبير، خصوصا من قبل الحجاج الآسيويين، الذين يحرصون على شراء الريال من المملكة وعدم الشراء من بلدانهم، لتوقعهم أن يكون سعر صرف الريال أعلى هنا. وتابع، إن الطلب حاليا مازال مركزا على الريال السعودي وسيصبح عكسيا بعد الانتهاء من الحج وبدء استعداد الحجاج للمغادرة إلى بلدانهم، حيث يحرصون على شراء الدولار الأمريكي. ويتوقع باكرمان أن ينتعش الطلب على العملات الأخرى خاصة اليورو والجنيه الإسترليني خلال الأسابيع القليلة المقبلة، نظرا لوجود عدد كبير من الحجاج القادمين من أوروبا. ويتوقع الصراف محمد البرعي أن تكون هناك عملية عكسية بعد انتهاء الحج، حيث يتوقع أن يكون هناك طلب على العملات العالمية كالدولار واليورو والجنيه الاسترليني وبيع للريال، نظرا لعودة الحجاج إلى بلدانهم، مؤكدا أن أرباحهم خلال موسم الحج تنحصر في عمليات البيع في الفترة الأولى بسعر جيد وشراء العملات بأسعار ذات هامش ربحي معقول، والعكس صحيح، خلال الفترة الثانية من خلال بيع العملات التي سبق وأن تم شراؤها في الفترة الأولى وشراء الريال بسعر جيد. وأكد الحاج ديدان، من حجاج أندونيسيا، إن الصرافين في جدة يتمتعون بمهارات كبيرة من فنون كسب العملاء، حيث يقنعون زبائنهم أن يبيعوا بدون عملاتهم بدون أي ربح وإن عملهم مجرد خدمة. أما الحاج إدريس هوساوي، من نيجيريا فقال ل «عكاظ»، إن سبب تواجده في منطقة البلد في جدة هو شراء الريال مقابل بيع مبلغ من عملته النجيرية «النايرا»، التي لا تجد طلبا كبيرا هنا في المملكة، مبديا تفضيله استخدام الدولار الأمريكي، الذي يكون سعر صرفه ثابتا مقابل الريال، مايحميه بقدر كبير من استغلال الصرافين لحاجته للريال.