قال خبير اقتصادي إن غياب التنظيم لمحلات الصرافة التي تمارس أعمالها في المشاعر المقدسة خلال فترة الحج، يعدُّ من الأمور التي ينبغي التعامل معها في المواسم المقبلة، وأضاف صلاح الدين خاشقجي ل»الجزيرة»: إن هذه المحلات لا تخضع للرقابة غالباً، ما يجعلها تستغل حاجة الحجاج الذين يضطرون لتحويل عملات بلدانهم إلى الريال السعودي بسعر صرف أعلى من سعر السوق، مبيِّناً أن هناك بعض الصرافين يقومون بصرف الدولار مقابل 3،7 ريالات على سبيل المثال، وأضاف خاشقجي: يوجد مبالغة كبيرة في الحسومات التي يستفيد منها أصحاب محلات الصرافة بالمشاعر المقدسة على العملات الأخرى التي لا يوجد لها سعر صرف ثابت أمام الريال كعملات بعض الدول الإفريقية، مشيراً إلى أن عدم تواجد فروع مؤقتة للبنوك في المشاعر المقدسة يزيد من مساحة الاستغلال لحاجة الحجاج في هذا الوقت، إضافة إلى أن غياب الحماية الأمنية لهذه المحلات أو ضعفها قد يؤدي إلى سرقتها، خصوصاً وأن المبالغ التي تتراكم من عمليات الصرافة عادة ما تكون كبيرة، ويواجه الصرَّافون مشكلة في الاحتفاظ بها طيلة أيام الحج لأنه لا يمكنهم إيداعها من خلال الصرّافات الآلية، وهو ما يحتم إيداعها من خلال البنوك، لكنهم يخاطرون في الاحتفاظ بها إلى أن ينتهي موسم الحج حيث يقومون بعد ذلك بصرفها بسعر الصرف العادل ما يوفِّر لهم مكاسب كبيرة.وكانت تقارير صحافية عربية قد رصدت إقبالاً كبيراً على شراء الريال السعودي من قبل الحجاج القادمين إلى المملكة، تفادياً لارتفاع سعر الصرف في المشاعر المقدسة، حيث أشارت التقارير إلى تكدسات كبيرة للحجاج القادمين لشراء الريال قبل التحاقهم بحملات الحج منتصف الأسبوع الماضي، وذكرت أن زيادة الإقبال أدت لارتفاع سعر شراء الريال السعودي في عدد من محلات الصرافة خارج المملكة، حيث بلغ سعر الشراء مقابل الجنيه المصري على سبيل المثال 160 قرشاً للشراء مقابل 158 قرشاً للبيع في تداولات الأسبوع الماضي بارتفاع 10 قروش عن سعر الصرف الطبيعي، وأبانت تقارير اقتصادية أخرى أن شركات الصرافة في دول الخليج والدول العربية قد بادرت بشراء كميات كبيرة من الريال السعودي خلال الفترة الماضية لتلبية الطلب المرتفع على الريال في موسم الحج.