في ظل تعليق الاستقدام من قبل بعض الدول الآسيوية، مع استمرار حاجة الأسر السعودية لهن، تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الشكوى من استغلال خادمات (العمرة)، اللاتي يتم اللجوء إليهن اضطرارًا، للحاجة الماسة إلى خدماتهن، وذلك برفع أجورهن إلى ما يتراوح بين (1500 -2000) ريال. وأكد رئيس لجنة الأسرة والشباب والشؤون الاجتماعية في مجلس الشورى الدكتور طلال بكري أن العاملة المنزلية أصبحت وبكل أسف جزءًا من حياة الأسرة السعودية بسبب تعقيدات الحياة الاجتماعية وخروج النساء للعمل، ناهيك عن اتساع مساحات المنزل عما كانت عليه سابقا. وأضاف: ليس من السهل الاستغناء عنها لكن البديل يمكن أن يكون في طرق أبواب دول أخرى أو توطين هذه الوظائف فهناك أسر لا تأنف من العمل في مثل هذه الوظائف متى كانت هناك قوانين عمل واضحة. الاستغناء عن الخادمة وبالمقابل أبدت عدة أسر استعدادها التام للاستغناء عن الخادمات الوافدات في حال توفر “البديل”، وطالبن الجهات المسؤولة بمساعدتهن للتغلب على هذه المشكلة التي تؤرقهن، وتمثل عبئا ماليا على ميزانية الأسرة فضلا عن المتاعب النفسية. ويعزز القائلون بهذا الرأي (الاستغناء عن الوافدات) مطالبهن بما يسمعه الجميع يوميًا من قصص مفجعة أبطالها خادمات على اختلاف جنسياتهم، وتمتلئ أقسام الشرط ومراكز الهيئة بالكثير من هذه القضايا. في حين يرى البعض الآخر أن الاستغناء عن الخادمة غير يمكن خاصة في الوقت الحالي “لأننا لم نهيئ أنفسنا على الاستغناء عنها أو مجرد التفكير في البديل”. حياة بلا خادمة “المدينة” طرحت هذه الآراء والتساؤلات على العديد من السيدات لمعرفة وجهة نظرهن حيال هذه القضية، وذلك من خلال مبادرة (حياة بلا خادمة). في البداية روت السيدة فاطمة فهد وهي مديرة متقاعدة لإحدى المدارس المتوسطة بجدة وأم لأربعة أبناء (ثلاث بنات وولد)، تجربتها في الاستغناء عن الخادمة قائلة: تقاعدت مبكرا قبل سن التقاعد، حيث شعرت برغبة في أن ارتاح لرعاية شؤون بيتي بنفسي مستغنية عن الخادمة كي أعلم بناتي الاعتماد على النفس وتأهيلهن كأمهات في المستقبل، فلدي بنتان في الجامعة، وأخرى في المتوسطة وولد في المرحلة الثانوية. وعند جلوسي في البيت لاحظت اعتماد بناتي الكلي على الخادمة حتى في جلب الماء، فقررت على الفور الاستغناء عنها رغم إنني لم أر منها ما يستوجب ذلك. وأضافت السيدة فاطمة: على الفور قمت بتسفيرها ودعوت لاجتماع عائلي بحيث خصصت يوم الخميس لتعليم بناتي أعمال المنزل والطبخ وإن على كل منهم ترتيب غرفته، وأنا علي الغسيل والكي، بينما زوجي يتولى جلب طلبات المنزل والتشييك على غرف المنزل خاصة غرفة ولدي. وتواصل: في البداية وجدت صعوبات من عدم تقبل بناتي للوضع الحالي، إلى أن تعودوا على ذلك، وعمت روح التعاون المنزل. وقالت: لا أنوي أبدًا إدخال خادمة إلى منزلي، فلم يعد لدينا مكان لها. مكاتب لتأجير الخادمات أما فوزية الغامدي (معلمة متقاعدة) فتقول: استغنيت عن الخادمات بعد أن انكويت بنارهن، فقد كان لدي خادمة فلبينية تترك ابني “سنتان” يصرخ لتضحك على بكائه، وكان ذلك يحدث وقت غيابي، وفي أحد الأيام عدت من المدرسة دون أن أعلمها بتواجدي في المنزل لأفاجأ منها بهذا الفعل، وهو ما جعلني أستخرج لها تأشيرة خروج نهائي على الفور وأتولى أعباء المنزل بمفردي، وقد أضطر في بعض الأيام عندما أكون متعبة لإرسال ملابس زوجي إلى المغسلة. وتأمل السيدة فوزية في أن يصبح لدينا مكاتب تقوم بتأجير الخادمات مثل بعض دول الخليج، التي تؤجر الخادمة لفترة معينة حسب احتياج ربة المنزل. لا بد من توفير البدائل وتؤكد وفاء محمد الحربي (موظفة) أن الحاجة للخادمة ضرورة خاصة بعد خروج المرأة إلى العمل لخدمة نفسها ووطنها، فنحن لا نستطيع الاستغناء عن الخادمة لعدم توفر البديل. وأضافت: قد أفكر في الاستغناء عنها في حال توفر البدائل مثل إقامة حضانات مختصة للأطفال صغار السن وتوفر الرعاية اللازمة بما يتناسب مع ساعات عمل الموظفات ولمن يحتجن لرعاية الأبناء وقت انشغال الأم، لهذا لا بد أن تعمل الجهات المختصة على توفير بدائل للأسر للحد من شرور الخادمات. وزادت: العمالة المنزلية تمثل عبئًا على ميزانية الأسرة، وتعود عليها بالخسارة من حيث تكاليف الاستقدام واحتمالات هروب الخادمة وعدم ضمان حق الكفيل بعد هروبها. ------------------------- لجنة الاستقدام: شركات لتأمين عمالة مدربة بنظام التأجير كشف رئيس لجنة الاستقدام في الغرفة التجارية الصناعية بجدة يحيى آل مقبل عن اجتماعات متعددة يعقدها أصحاب مكاتب الاستقدام هذه الأيام لبحث عدة بدائل تساعد الأسر على الاستغناء عن استقدام خادمات، منها إيجاد شركات تؤمن عمالة مدربة للاسر بنظام التأجير لأي فترة حسب الحاجة. ودعا آل مقبل الأسر السعودية إلى الاعتماد على النفس في تلبية احتياجات المنزل من اجل التقليل والترشيد في استقدام العمالة المنزلية والتي أصبح ضررها أكثر من نفعها.