يعد السعال، بنوعيه الحاد والمزمن، أحد أهم أسباب زيارة الطبيب وأكثرها انتشارا، لعوامل تتعلق بعدوى الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، إضافة إلى فرط حساسية الشعب الهوائية، والتدخين المزمن. ومن الضروري تشخيص غير ذلك من الأسباب قبل وصف العلاج المناسب، ومنها ارتجاع حموضة المعدة، والتهابات الأنف والجيوب الأنفية، مع زيادة إفراز المخاط خلال مجرى الأنف والحلق الخلفي، فضلا عن تناول بعض أنواع الأدوية الخافضة لضغط الدم. ويبدو أن هناك تجاهلا من بعض الأطباء لعرض السعال، وتهاونا في النظر إليه بجدية، بالرغم من كونه أحد الأعراض التي تسبب إزعاجا شديدا، واضطرابا في النوم، وتؤثر سلبا على حياة المريض العملية والأكاديمية، فضلا عن الإحراج الاجتماعي. فعوضا عن أخذ التاريخ المرضي بدقة، وإجراء الفحص الطبي والإشعاعي، يلجأ بعض الأطباء إلى وصف أدوية عرض السعال، دون علاج مسبباته التي يمكن تشخيصها بسهولة في أغلب الأحيان، مما يؤدي إلى معاناة المريض مدة طويلة دون مسوغ. وفي السياق نفسه، يلجأ كثيرون إلى إساءة استخدام المستحضرات الطبية ومنها المضادات الحيوية وأدوية السعال، دون الحصول على النتيجة المرجوة، قبل اضطرارهم إلى زيارة الطبيب. وخلال موسم الحج، الذي يوافق فصل الشتاء هذا العام، يرتفع خطر الإصابة بالزكام والانفلونزا؛ نتيجة للتزاحم في أماكن العبادة، وإهمال وسائل الوقاية من الأمراض المعدية، ويشكو عدد غير قليل من الناس من سعال جاف، أو مصحوب ببلغم، يمكن أن يستمر عدة أسابيع. وينصح أخذ لقاح انفلونزا البشر الموسمية، ولقاح انفلونزا الخنازير، خاصة لمن تتوافر لديهم عوامل خطر الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي، أو يرتفع احتمال المضاعفات الخطيرة لديهم، مثل الأطفال، وكبار العمر، والنساء الحوامل، ومرضى الربو الشعبي، والتهاب الشعب الهوائية الحاد والمزمن، ومرضى السكري، والقصور الكلوي، وغيرهم. ومن الضروري الامتناع عن التدخين خلال فترة العلاج، وأخذ قسط كاف من النوم، وشرب كثير من السوائل، وتناول المضادات الحيوية لعلاج المضاعفات البكتيرية في حال حصولها، إضافة إلى مستنشقات الكورتيزول، ومضادات الهستامين، أو مثبطات حموضة المعدة، بناء على وصف الطبيب. * استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم بجدة. [email protected]