يواصل الاحتلال «الإسرائيلي» لليوم ال13 على التوالي حرب الإبادة الجماعيَّة على قطاع غزة، مخلفًا مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في خرقٍ فاضح لاتَّفاق وقف إطلاق النَّار الذي دخل حيز التَّنفيذ في 19 يناير الماضي. ومع إعلان ثبوت هلال شهر شوال 1446 هجرية، يمرّ العيد على غزة كأنه يوم آخر من أيام حرب الإبادة الطويلة. ومنذ استئناف الحرب، لم يعد هناك سوى أخبار الموت والدمار، وأصبحت غزة مدينة تغرق في الحزن، بينما يعيش أهلها على أملٍ يتلاشى مع كل فجر جديد. وهذا ثالث عيد يعيشه أطفال غزة تحت الصواريخ والقنابل الإسرائيلية، دون زينة، دون فرح، دون أي من تلك الطقوس التي كانت تمنح العيد بهجته. ولا تكاد تسمع ضحكات الأطفال بين الوجوه المتعبة، والعيون التي أرهقتها الدموع، والأجساد التي أنهكها الجوع والانتظار. وأعلنت وزارة الصحة بغزة، الأحد، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 921 شهيدًا، 2,054 إصابة، فيما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50,277 شهيدًا و 114,095 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023. ومنذ فجر أمس، استشهد 24 مواطنًا جراء الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي في عدة مناطق. فقد واصل الاحتلال قصفه وتدميره لعدة مناطق في قطاع غزة. استشهد ثمانية فلسطينيين بينهم 5 أطفال، في الساعات الأولى من فجر الأحد؛ جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزل وخيمة تؤوي نازحين في بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. واستشهد طفل آخر جراء قصف الاحتلال أحد المنازل في منطقة الجرن شمالي غزة. كما قصفت قوات الاحتلال بالقذائف المدفعية بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. واستشهد مواطنان وأصيب عدد آخر، فجر الأحد، جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة مقبل في منطقة الجرن بجباليا شمال غزة. وأفادت مصادر محلية باستشهاد الشاب أحمد العف (38 عاماً)، متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء قصف الاحتلال مركبة مدنية بحي التفاح شرق مدينة غزة. 120 ألفًا يصلّون العيد في المسجد الأقصى كما استشهد 4 مواطنين، فجر الأحد، وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف خيمة جنوب خانيونس. وكانت مصادر محلية، قد أفادت بوصول 4 إصابات لمستشفى ناصر، بينهم إصابات خطيرة جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين في قيزان أبو رشوان جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع. وأصيب عدد من المواطنين بعد منتصف الليلة الماضية جراء قصف طائرات الاحتلال مركبة بحي التفاح شمال شرقي مدينة غزة. وذكرت مصادر محلية، أن عددًا من الجرحى وصلوا إلى المستشفى المعمداني جراء 3 استهدافات من قبل طيران الاحتلال المسيّر على منطقة الشعف بحي التفاح شرقي مدينة غزة. كما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منتصف الليل، غارة غرب رفح جنوب قطاع غزة، ونسف مربعًا سكنيًا في تل السلطان غرب المدينة، تزامنًا مع تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على شمال غرب مدينة رفح. وقالت مصادر محلية، إن جيش الاحتلال نسف عدداً من المباني السكنية في منطقة أم النصر، شمال قطاع غزة. حماس توافق أكد رئيس حماس في قطاع غزة د. خليل الحية، موافقة حماس على مقترح تسلمته قبل يومين من مصر وقطر، لوقف إطلاق النار الذي انقلب عليه الاحتلال في مرحلته الثانية، «ونأمل ألا يعطله الاحتلال مرة أخرى»، مشيرا إلى أن حماس وصلت مع الوسطاء إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة. وقال الحية إن الاحتلال يماطل ويتهرب من الاتفاقات الموقعة لاستمرار الحرب، «ونحن التزمنا بشكل كامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، لكن الاحتلال تنصل منه». وشدد على أن لا تهجير ولا ترحيل من غزة، وأن سلاح المقاومة خط أحمر، مؤكدا أن الفلسطينيين يواجهون حرب إبادة همجية في غزة والسكان في الضفة والقدس يواجهون التهجير. وأضاف الحية: «خُضنا ومعنا الإخوةُ في فصائل المقاومة، مفاوضاتٍ مع الاحتلال ومن خلال الوسطاء، وقد وضعنا أهدافاً لذلك، وفي مقدمتها وقف العدوان على شعبنا في غزة والتركيز على حقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه، والإفراج عن أسرانا من سجون الاحتلال». وأشار الحية إلى أن حماس وصلت مع الوسطاء إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة. وقال إن حماس تنطلق من الرؤية التي وضعتها الحركة في حياة رئيسها الراحل إسماعيل هنية في الأسبوع الثاني للحرب، والتي تتضمن: وقف العدوان، وتحقيق وحدة شعبنا لاستثمار نتائج «الطوفان»، والعمل المشترك مع مكونات شعبنا الفلسطيني لنيل حقنا بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والحق في عودة اللاجئين. وبين الحية أن حماس تحركت مع الفصائل الأخرى لإنجاز وتحقيق الوحدة، بالذهاب إلى روسيا ثم الصين مرتين، «وأبرمنا اتفاقاً واضحاً مثّلَ إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطني من خبراء». ومضى بالقول أن حماس استجابت لاحقاً للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤوليةَ القطاع كاملاً في كل المجالات، بحيث تتشكل من شخصياتٍ وطنيةٍ مستقلة، «يتسلموا عملهم بدءاً من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو». وأوضح القيادي في حماس إلى أن مباحثات لجنة الإسناد وصلت مراحلَ متقدمةٍ، قدمت خلالها حماس مع عددٍ من القوى والفصائل مجموعةً من الأسماء لأشخاصٍ مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عمليةِ التشكيل، «ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراعِ في تشكيلها بعدما أخذوا دعماً عربياً وإسلامياً لها». صلاة العيد في المسجد الأقصى أدى ما لا يقل عن 120 ألف مصلٍ، الأحد، صلاة العيد في المسجد الأقصى وباحاته، رغم منع الاحتلال للآلاف من الدخول، والتضييق على حركة الدخول والخروج من المسجد. ورغم القيود التي فرضتها قوات الاحتلال، شهد المسجد الأقصى توافد أعداد كبيرة من المصلين، فيما اضطر عدد من الفلسطينيين لأداء الصلاة خارج أسوار المسجد بعد منعهم من الدخول. كما منعت شرطة الاحتلال الناشط المقدسي محمد أبو الحمص من دخول المسجد لأداء الصلاة، في وقت شهدت فيه ساحات الأقصى انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال عقب صلاة الفجر. الى ذلك قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إن «إسرائيل» ترفض فتح المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبيالضفة الغربية، كاملا أمام المصلين بمناسبة عيد الفطر. أفاد بذلك وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمد مصطفى نجم، في بيان، عشية حلول عيد الفطر الأحد. وأضاف نجم: «الاحتلال يرفض تسليم الحرم الإبراهيمي الشريف بأروقته وساحاته وأقسامه كافة بمناسبة عيد الفطر السعيد». وأشار نجم إلى أنها المرة السادسة منذ بداية رمضان التي ترفض فيها السلطات الإسرائيلية فتح المسجد كاملا أمام المصلين «في اعتداء صارخ وغير مسبوق بحق الحرم (الإبراهيمي) واستفزازا لمشاعر المسلمين وعدم مراعاة حرمة الشعائر الدينية». وقال إن «هذا الرفض يؤكد على سياسة الاحتلال الإسرائيلي الهادفة للسيطرة على الحرم الإبراهيمي الشريف وتحويله إلى كنيس تلمودي تمارس فيه انتهاكاتهم لحرمنا ومسجدنا وملكيتنا الوقفية». وكان نجم طالب»أبناء محافظة الخليل بالوجود في صلاتي الفجر والعيد لنثبت لهذا الاحتلال ثباتنا وصمودنا في وجه مخططاته التهويدية». وكانت «إسرائيل» رفضت تسليم المسجد أيام الجمعة، وفي ليلة 27 رمضان، بحسب بيانات سابقة لوزارة الأوقاف الفلسطينية. وعقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي عام 1994، أسفرت عن استشهاد 29 مصليا فلسطينيا، قسمت «إسرائيل» المسجد بواقع 63 بالمئة من مساحته لليهود تضم غرفة الأذان، و37 بالمئة للمسلمين. عيد بلا فرحة الاحتلال مستمر في إبادة غزة «إسرائيل» رفضت فتح المسجد الإبراهيمي كاملاً أمام المصلين بمناسبة عيد الفطر