على عكس السنوات الماضية التي كانت تقفل فيها مكاتب حجاج الداخل طلبات الحج منذ وقت مبكر، سجل الإقبال على الحج هذا العام تراجعا قدر بنحو 60 إلى 65 في المئة، وعلل رئيس لجنة الحج والعمرة وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة سعد القرشي، سبب تراجع إقبال حجاج الداخل إلى التخوف في انتقال العدوى جراء تفشي مرض انفلونزا الخنازير، فضلا عن إحجام الكثير من المواطنين عن أخذ اللقاحات نتيجة الشائعات حوله واحتمال ظهور أضرار جانبية على المدى البعيد. وفي جدة، شهدت مكاتب حملات الحج ركودا كبيرا في المبيعات خلال هذا الموسم، ورصد أصحاب المكاتب تراجع حركة البيع منذ الأيام الأخيرة من شهر ذي القعدة. وفي حين يؤكد أصحاب المكاتب أن انفلونزا الخنازير هي السبب الرئيس لذلك، وجدت بعض الأسر من موسم الحج هذا فرصة للاستمتاع بالإجازة بين الأهل والأسر أو السفر للخارج. يؤكد عبد الرحمن منذر «صاحب مكتب لخدمات الحج» أن انفلونزا الخنازير وما صاحبها من إشكاليات في العدوى واللقاح، أثرت على الموسم، رغم جهود المكاتب الخاصة لخلق أجواء صحية للحجاج وتقديم الضمانات اللازمة بما يحقق لهم أداء الحج في أجواء صحية، يقول «وفرنا لحجاجنا اللقاحات والكوادر الطبية ولكن ذلك لم يشفع لبلوغ الرقم المأمول من الحجاج المقبلين على الحج». ورغم محاولات بعض المكاتب تدارك الحالة، بإطلاق العروض الخاصة والحملات الترويجية وتقديم الأسعار المنافسة، إلا أن المخاوف من المرض وتفشيه بين الحجاج كان لها السيطرة على أذهان الراغبين في أداء الحج، مفضلين أن يؤدوا هذه الفريضة في سنوات مقبلة تخلو من الأوبئة. ويرى ماجد الصيعري الذي يعمل في شركة حج وعمرة في جدة، أن أسعار الحملات لهذا العام جاءت منافسة جدا وقد لا تغطي تكاليف إيجار المخيمات والنقل الذي تتحمله الشركات، إلا أن ذلك الإقبال على الحج من المواطنين والمقيمين كان ضعيفا، مطالبا الجهات المعنية بالحج بإعادة النظر في المصروفات التي تتحملها الشركات حتى لا تتحمل الخسارة جهة عن أخرى.