بدأت الجماهير الأهلاوية تتحسر على أمجاد وبطولات (سفير الوطن)، وأجمع كل من تابعوا فريق القدم على غياب الهوية والروح الأهلاوية، فعندما كان يخسر البطولات في المواسم الماضية؛ سواء حل وصيفا أوفي أي مركز، كان يفقد النتيجة فقط وتبقى متعته ومستواه، لكنه الآن افتقد الاثنين معا. تحقيق «عكاظ» السابق شخص الحالة الأهلاوية فنيا، والآن جاء دور التشخيص الإداري من قبل أصحاب الخبرة في هذا الشأن. ورغم أن البعض شارك والبعض رفض نظرا لحساسية الأمر، إلا أن الأمر يبقى واضحا للجميع فالخلل معروف والرقعة مع الوقت بدأت في الاتساع. فالأهلي أصبح في حاجة لجراحة عاجلة، لأن البطولة الآسيوية لن ترحم والتاريخ لن يغفر لهم أي إخفاق. د. عبد الرزاق: لن أعرض خدماتي رئيس النادي الأهلي السابق الدكتور عبدالرزاق أبو داوود الذي بدأ الحديث رفض أن تحمل الإدارة مسؤولية أي إخفاق، قائلا «الرئيس عبد العزيز العنقري له وعليه ولا نبرئ أنفسنا فالكل له إيجابيات وله سلبيات، فعندما تكون رئيس ناد مطلوب منك أن تحصد جميع البطولات وإذا لم تفعل طالبوا بإقالتك، فمن اختاروه وانتخبوه يطلبون رحيله هو والمدرب على عكس الدول الأخرى التي تمنح الرئيس والمدرب فرصة لنهاية فترتهم» مضيفا أن المجتمع الرياضي دائما ما يتصيد الأخطاء ويركز عليها وقال «أسهل ما يمكن فعله هو الإقالة فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، الخطأ لا يتحمله رئيس النادي؛ لأن هناك منظومة عمل تعمل ولكن لدينا أي خطأ يرمى على رئيس النادي فقط، فالمسألة تحتاج إلى تعاون جميع الأطراف، والنادي ليس مجلس إدارة فقط. وأردف قائلا «المجلس التنفيذي لم يتدخل ولا علاقة له في اختيار اللاعبين والمدرب، كما أن المجلس مهامه معروفة وليس من مهمته جلب الأموال، فمن لم يتبرع من ذاته لن نجبره على ذلك، والبعض يتبرع ولا يلتزم، ما عدا الأمير خالد بن عبد الله فهو يلتزم بما يقول» مشيرا إلى أن المجلس التنفيذي والإدارة اتفقوا أن تكون جميع الأمور بالمشاركة وأخذ المشورة. وزاد «رغم ذلك، فإن اللاعبين والمدرب جاءوا دون علمنا ولا استشارتنا» لافتا إلى أنه لن يتدخل في عمل الإدارة ولن يقول رأيا قد لا يقبل من قبل الإدارة. أما عن وضع النادي فقال بأن ما نراه الآن لا يرضي أي أهلاوي وسيساند متى ما طلب منه ذلك، رافضا أن يعرض خدماته أو خبرته دون طلب من الإدارة، وقال «مستوى الأهلي واضح للجميع ونتمنى أن يتغير الحال قريبا». المرزوقي: دخلنا الإنعاش الأهلي إداريا دخل مرحلة الإنعاش -هكذا قال الرئيس السابق للنادي الأهلي أحمد المرزوقي- مضيفا «الأهلي يحتاج لأجهزة تدعم هذا الاستمرار إداريا، أما فنيا فيحتاج الدعم إلى إعادة نظر حيث يحتاج النادي لاعبين أكفاء لننافس على استحققات الموسم الحالي، رغم أنني لا أجد أن الأمر يدعو للتفاؤل في المنافسة على بطولات النفس الطويل كبطولة دوري زين، أما بطولات النفس القصير فمن الممكن أن يكون للأهلي نصيب فيها، مشيرا إلى أن الروح التي كانت في الزمن الجميل غائبة الآن، مبررا ذلك بقلة الخبرة أو لغياب ثقافة الفوز. مضيفا «البعض شباب ينتظرهم مستقبل واعد، فالأهلي يحتاج لعناصر خبرة، فابتعاد مالك لفترة عن الملاعب مؤثر بجانب غياب بعض اللاعبين المؤثرين مع استبعاد وليد عبد ربه فهو يملك إمكانيات أكبر بكثير من إمكانيات المدافع الأجنبي، فكان من الأولى احتواء الأزمة مع المدرب في بداية الموسم وألوم إدارة النادي بشدة لعدم احتوائها الموقف، حيث كان من الممكن أن تكون هناك عقوبة مختلفة لكن أن يحرموا النادي من خدمات اللاعب فهذا خطأ كبير». وقال المرزوقي «الأهلي يحتاج لأجهزة لإنعاش قلبه وضخ الدماء في الجسد الهزيل للفريق الأول، فأنا لست خبيرا فنيا ولا محللا ولكني أتحدث من واقع تجربة». وعن (الروشتة) التي يقدمها لإدارة النادي، قال «أعتقد التفاهم مع الجهاز الفني فيما يجري مهم، فلا يمكن ترك الحبل على الغارب للمدير الفني فهو مدير فني فقط وفي النهاية لا بد من إعطائه جزءا من الحرية لكن لا يعني ألا نحاسبه ولا نحادثه». وأكمل تشخيصه للأهلي، قائلا «الفريق فقد هويته وفقدنا الاستمتاع بالكرة وطريقة لعبه أصبحت غير واضحة فهو يلعب بطريقة (طقها والحقها) ولم يعد هناك أية متعة لمتابعة الأهلي، فلا بد من محاسبة المدرب وعلى الإدارة إعادة النظر في المحترفين الأجانب، خاصة أن فترة التسجيل الثانية قريبة ولا بد أن يكونوا قد وضعوا الخيارات أمامهم، لأن المباحثات في الأساس تأخذ ما يقارب الشهر أو الشهرين، فعلى الإدارة أن تضع الاقتراحات لتجتمع بأعضاء المجلس التنفيذي لاتخاذ القر ارات» ورأى أنه من أولى القرارات الواجب اتخاذها هو إعادة وليد عبد ربه والاستغناء عن المدافع الأجنبي، والبحث عن صانع لعب بأسرع وقت. وعن الروح الغائبة قال «الروح من عند الله تعالى لا نملكها، ولكن أعتقد بعد التغييرات وإعطاء كل ذي حق حقه بالتأكيد اللاعب سيتفانى من أجل الشعار، فلو تعامل اللاعبون بطريقة المكافأة والعقاب سيختلف الوضع» كما يرى بأن صغر سن اللاعبين كان له أثر سلبي، رغم إشادته ببعضهم ومن ضمنهم عبد الرحيم الجيزاوي، مطالبا بلاعبي الخبرة، ومشيرا إلى أن أمثال تركي الثقفي وأحمد درويش من الطبيعي أن يكون مستواهما غير ثابت بسبب الغياب والعودة، وقال بأن اللاعب يفقد ثقته بنفسه إذا استمر على هذا المنوال. مختتما حديثه «الأهلي هذا الموسم خارج الحسابات في الدوري، حيث فقد الكثير من النقاط وأمامنا مباريات صعبة ولكن لعل وعسى أن يضرب الحظ معنا ويحالفنا الحظ في البطولات الأخرى، أما البطولة الآسيوية فيحتاج لها عمل ولكن بهذا المستوى وهؤلاء اللاعبون علينا إعادة النظر في المشاركة فيها، ولا أريد إحباطهم ولكن نحن نتحدث عن واقع، أما الأمنيات فأتمنى أن نحقق كأس العالم وليس كأس آسيا فقط لكن لا بد أن يكون هناك عمل يوازي الأمنيات».