أعاد ضبط القوات المسلحة لكميات كبيرة من الأسلحة والقذائف المتنوعة والذخيرة، التي خزنها المعتدون المتسللون في أودية ومزارع الشريط الحدودي، إلى الأذهان أسلوب تنظيم القاعدة الإرهابي في المملكة، خصوصا فيما يتعلق بتخزين كميات الأسلحة والمتفجرات والقنابل المتنوعة وصواريخ سام 7، قبل اندلاع العمليات الإرهابية في العام 2003. وتؤكد الطريقة في التخزين بين الجانبين (المتسللين والقاعدة)، أن استراتيجية الجماعتين تكاد تكون متشابهة إلى حد كبير، ما يؤكد أن جهة التمويل والتخطيط وتحديد الأهداف (واحدة)، وتسعى للإخلال بأمن المملكة وزعزعة استقرارها ونشر الفوضى في أرجائها. ومن ينظر إلى تحرك العناصر المتسللة، فإنه يلحظ أن استهدافها للقوات السعودية الباسلة المرابطة على الحدود لا يكون إلا ليلا، بينما تتوقف عملياتهم في النهار، وهذا يشبه تماما ما يفعله عناصر تنظيم القاعدة في نشاطهم الإرهابي داخل المملكة إذ أن تحركاتهم تنحسر نهارا خشية ملاحقتهم من قبل قوات الأمن. ولم يعد خافيا على أحد تشابه أساليب التنظيمين في استخدام قتال المدن وحرب العصابات في عملياتهم الميدانية، لكن تنظيم المتسللين يتفوق عسكريا على القاعدة من خلال استخدام الآلة العسكرية في مواجهاته، ذلك أن وجوده في الأراضي اليمنية بكل تعقيداتها الجغرافية أتاح لعناصره استخدام كل أنواع العتاد العسكري، وهو ما كانت تحلم به القاعدة داخل المملكة، لكن الصرامة والقيود الأمنية وطبيعة المكان الذي تمارس فيه نشاطها لم يمكنها من تحقيق هذه الغاية، ما جعل التنظيم الإرهابي يستعيض عن ذلك بالسيارات المفخخة في استهداف المنشآت والمباني والمجمعات السكنية. وعلى مدى ستة أعوام تمكن الأمن السعودي بحرفية عالية من الوصول إلى عشرات بل مئات الأوكار التي أخفت فيه القاعدة أدوات القتل والتدمير لم يكن آخرها ترسانة الصفرات التي ضبطت فيها قوى الأمن مئات الأسلحة الرشاشة وآلاف الطلقات كانت مجهزة لعمليات قتل الأبرياء والمدنيين من السكان. كما ضبطت القوات السعودية أوكار تخزين الأسلحة والقذائف في مواقع خلال تمشيطها للشريط الحدودي مع اليمن. ولم يخف المسؤولون في اليمن العلاقة التي تربط تنظيم القاعدة مع المتسللين وجهة تمويلهم بل إن محافظ صعدة قالها ل «عكاظ» صراحة: «إن المتسللين يمولون من قبل دولة إقليمية كبرى في المنطقة»، وهي نفس الدولة التي أعطى منها قائد الجناح العسكري في تنظيم القاعدة (المصري) سيف العدل شارة التفجير الإرهابي الذي استهدف مجمع المحيا السكني غربي الرياض في نوفمبر 2003م في اتصال بواسطة جهاز «الثريا»، ليطلق المنفذون هجومهم الذي أوقع عشرات القتلى والمصابين جلهم من العرب والمسلمين. وفي مقابلة بثها التلفزيون عبر قناته الأولى يونيو الماضي وضع الموقوف محمد العوفي الذي سلم نفسه للسلطات الأمنية في المملكة النقاط على الحروف عندما كشف عن استعداد جماعة المتسللين، تمويل تنظيم القاعدة في اليمن بالملايين، إذ اتفقت أهداف التنظيمين على الإضرار بالمملكة أرضا وإنسانا ومكتسبا، وهذا هو الهدف الغاية الذي تسعى له الجهة الممولة، لكن مع إيمان وقوة وشجاعة الرجال الذين أثبتوا في كل الظروف بطولاتهم في الدفاع عن دينهم وقيادتهم ووطنهم، سيكون هدف تلك الجهات المشبوهة صعب عليهم بل مستحيل.