كان العقد الحالي هو عقد الهيئات العامة، فقد أقيمت خلاله جملة من الهيئات الحكومية التي لم تكن موجودة من قبل. لست مع من يطالب بإقامة هيئة لكل خدمة غائبة عن الساحة كما هو حاصل حاليا لأن ذلك سيؤدي إلى تضخيم الجهاز الوظيفي، لكن الفراغ المؤسسي لأداء الأجهزة الحكومية وغياب جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني جعل الفجوات كبيرة في جوانب شتى من الحياة العامة وهو ما كان مدعاة للمطالبة بإقامة مؤسسات وهيئات إضافية لسد هذه الفجوات التنظيمية. لكن الهيئات في نظري ظلت تحقق أداء أكثر ديناميكية من الوزارات بنظامها الهرمي التقليدي، حيث تدار هذه الهيئات عن طريق مجالس إدارات وتحمل قدرا من المرونة في ممارسة أعمالها العامة. لكل هيئة ملمح عام يتبلور من خلال جملة من العوامل كرئيس الهيئة ومنهجية العمل والمحيط الذي تعمل من خلاله. هيئة الطيران المدني لم تستطع مجاراة التطورات في سوق الطيران لا على مستوى النقل الجوي ولا على مستوى الخدمات اللوجستية في المطارات .. وظلت الفجوة تتزايد بين احتياجات السوق ودافع النقل الجوي. هيئة السياحة لم تكن الطريق مفتوحة أمامها ثقافيا واجتماعيا، لكنها اعتمدت أسلوبا موضوعيا لا يقوم على الإثارة واتبعت منهجية متفردة في العمل الجماعي يقوم على غرس جذور هذه الثقافة في مفاصل المجتمع ولم تسع لقفز الحواجز لتحقيق مكاسب شكلية عابرة. هيئة الاستثمار العامة مارست نهجا مختلفا قفزت من خلاله على جملة من العوامل المحلية وتجنبت البناء المؤسسي طويل الأجل وعملت على تحقيق مكاسب استثمارية سريعة على حساب تأسيس قاعدة تنظيمية ثابتة الأركان في الداخل. لو سألتني عن نموذجي المفضل لقلت بلا تردد .. إنه هيئة السياحة والآثار. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة