اصطدم الشاب م. ع. الرفاعي (27 عاما) بواقعه المرير حينما خرج إلى الدنيا حبيسا للكرسي المتحرك، إثر خطأ طبي وقع له في ربيعه الأول وأقعده تماما. وبدا أن أحلام الرفاعي بحياة طبيعية كادت أن تصبح مكبلة مثله، لولا عزيمته التي كانت المحرك الأول له دائما، فظل طوال فترات حياته المنصرمة باحثا عن وظيفة وزوجة ومنزل، وما زال. وأخيرا، استنجد الرفاعي ب «عكاظ» كأحد الحلول التي وضعها في سبيل إيجاد وظيفة تناسب قدراته، يستطيع من خلالها على أقل تقدير تغطية فواتير احتياجاته الضرورية، خصوصا أنه يتمتع بذاكرة حديدية ويجيد التعامل مع الكمبيوتر بحرفية عالية. يقول معبرا عن حالته «أنا أحد أبناء هذا البلد المعطاء وأحلم مثل أي شاب سعودي، بمنزل وأسرة وسيارة وغيرها من متطلبات الحياة، ولي أحلامي وطموحاتي، وقبل ذلك لدي أمل كبير بالله أن تتحقق» ويضيف «حرمتني الإعاقة من حقوقي، ولكنها لن تحرمني من أن أحلم». يتقاضى الرفاعي مرتبا شهريا من الضمان الاجتماعي قدره 862 ريالا، لكنه يعتقد جازما أن هذا المبلغ لا يسد التزاماته من سكن ومأكل ومشرب وفواتير هاتف وكهرباء. الجوال وحده يستنزف منه مبلغا كبيرا كل شهر، وهو لا يستطيع الاستغناء عنه «هو الوسيلة الوحيدة لاستدعاء أي شخص لمساعدتي في أدق تفاصيل حياتي الخاصة». ويسكن في شقة بالإيجار، يؤكد أنها لا تتناسب مع وضعه كمعاق «يتطلب مني الوصول إلى شقتي طلوع سلالم عالية، وفي كثير من الأحيان لا أستطيع الخروج منها دون مساعدة». وعن حلم الزواج يقول الرفاعي إنه بالكاد يعول نفسه فكيف يعول زوجة وأطفالا، «حتى لو استطعت ذلك، فمن ستقبل بي زوجا في حالتي الراهنة؟». وخلال الفترة المنصرمة، تقدم الرفاعي بطلب توظيف إلى عدة إدارات حكومية وشركات ومؤسسات، ولكن دون جدوى. يقول «ما يزيد الطين بلة أنني حين أتقدم على وظيفة لا أحد يعطيني أملا بالقبول، وكلهم يرفضون حتى استقبال ملفي بحجة أنني غير مؤهل للعمل في أية وظيفة». ويناشد الرفاعي مملكة الإنسانية وأهلها النظر في حالته كمواطن يحتاج لدخل يلبي احتياجاته ويبعده عن الفقر الذي بدأ يتصاحب معه. ويختتم حديثه بالقول، «لا أريد صدقة من أحد، في استطاعتي العمل وخدمة وطني، كلي ثقة بالله ثم بأهل القلوب الرحيمة للاستجابة لندائي».