نامت أمس مدينة رابغ مكسوة بابتسامة لم تغرق في بحرها، أطلقت حلمها للشمس حتى غدا واقعا بقيادة أبناء الوطن. حلم جسدته النزاهة والعزيمة والحرص على النجاح. رسم السعوديون أمس وأصدقائهم اليابانيون على أرض رابغ، لوحة ستبقى شاهدة على تمازج حضاري يجمع شعبين، يشتركان في قارة واحدة ويقفان على حدودها الشرقية والغربية، تفرق بينهم البحار وآلاف الكيلومترات، وجمعهم عشق التحدي وصناعة ما يجعل الحياة أسهل وأجمل. عند بحر رابغ تجتمع وجوه شبان سعوديين ويابانيين، يعملون بروح الفريق الواحد، فخورون بالتحدي، ومعانقة التعب والجد وملاحقة الوقت والالتزام بتقديم الجديد والقادر على المنافسة في السوق العالمية. الحاضر لاحتفال أمس والمتصفح للوجوه اليابانية والسعودية التي أتت من البحر والجبل والسهل لتشارك في الإنجاز، يعرف معنى التمازج الحضاري وولادة تجارب تبقى لتسعد العالم، وتؤكد على أن العلاقة الإنسانية المبنية على المعرفة والتسامح لا تولد إلا الحضارة والتقدم والازدهار. الشاهدون على الحدث، بصموا أمس أن المدينة التي كانت تجمعا لأودية شمال جدة تحولت إلى ملتقى حضارات شرق آسيا وغربها. ومعلوم أن رابغ من أقدم المدن على ساحل البحر الأحمر على خط طول 39 درجة ودائرة عرض 22.48، تبعد عن جدة حوالى 145 كيلومترا تمتد على مساحة 14 ألف كيلومتر مربع، ويسكنها ما يزيد على 45 ألف إنسان، وبقيت لسنين تعتمد على الزراعة وصيد الأسماك حتى احتضنت مصفاة أرامكو السعودية وجملة من المشاريع التنموية كان آخرها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومشروع مجمع «بترورابغ».