أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية أن المملكة لا تفرق في الحج بين مسلم وآخر، وتلتزم بمسؤولياتها تجاه كافة الحجاج، داعيا ضيوف بيت الله بالمقابل التقيد بالأنظمة المتبعة في موسم الحج. وقال أمير مكةالمكرمة: إن السعوديين يقدمون في منازلهم للضيوف أحسن ما لديهم «فكيف نقدم أقل من اللازم لضيوف الرحمن، وسوف نقدم ما نستطيع أن نفعله وأحسن مما نقدمه لضيوفنا في منازلنا»، مؤكدا أن نظامية الحج تفرض على الجميع من مسؤولين وحجاج السير بحسب الأنظمة المتبعة. وجاءت تصريحات أمير مكةالمكرمة خلال رده على أسئلة الإعلاميين في مؤتمر صحافي الذي تلا إطلاق المرحلة الثانية من حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» في ديوان الإمارة في العاصمة المقدسة أمس. وجدد الأمير خالد الفيصل موقف مجلس الوزراء القاضي بعدم سماح المملكة قيادة وشعبا لأي طرف بتسييس الحج وإحداث فوضى والخروج عن الأنظمة المتبعة، مضيفا «هذه هي مهمة الدولة ومهمة كل مواطن سعودي أن يؤمن للحاج الراحة التامة والأمن أثناء فريضة الحج"». وأكد أن إعادة النظر في إعداد الحجاج قرار سياسي للدولة ولكن هناك دراسات لموضوع الزيادة الاستيعابية تنفذ من شركة عالمية مكلفة من وزارة الشؤون البلدية والقروية ويمثلها خبراء وطنيون عالميون يعكفون على دراسة المخطط الشامل لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وكذلك إجراء مركز خادم الحرمين الشريفين في جامعة أم القرى والهيئة العليا لتطوير المنطقة والمشاعر المقدسة ووزارة الحج في هذا الصدد. وحول الخطط والاستعدادات الجارية لموسم الحج الذي تبقى على انطلاقته نحو عشرين يوما، كشف أمير مكةالمكرمة ل «عكاظ» عن صدور توجيه المقام السامي نقل مقرات الجهات الحكومية إلى مواقع خارج المشاعر المقدسة لزيادة طاقتها الاستيعابية في المواسم المقبلة، وكذلك أن العمل جار على تطبيق التوجيه حاليا. وأفصح رئيس لجنة الحج المركزية عن دراسة الجهات المعنية لفكرة وضع سياج حديدي حول المشاعر المقدسة لمعرفة إذا كان الاقتراح إيجابي أو سلبي، مفضلا تأجيل البت في الأمر حتى تنتهي الدراسة التي ستشمل على حلول وبدائل. وحدد الأمير خالد الفيصل عشرة أهداف رئيسية لحملة التوعية للحج متمثلة في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في ظل توجيه ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني، وأنها تأتي تفعيلا للمرتكز الثاني من استراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة «بناء الإنسان وتنمية المكان» القائمة على أن خدمة ضيوف الرحمن شرف واعتزاز؛ لذلك تسخر وتنفذ مشاريع عملاقة على مدار السنة في المشاعر والمدينتين المقدستين لهذا الغرض. وبين أمير مكةالمكرمة أن الهدف الثالث يتجسد في إبراز الصورة الحضارية لشعيرة الحج من خلال العلاقة الطردية بين الحج كعبادة والسلوك الحضاري للحجاج والعاملين في الحج، والتأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات، وتحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة المكانية للحجاج في المشاعر. وكذلك إعطاء الفرصة لمن لم يحج أن يحج، والقضاء على ظاهرة الافتراش المخلة بالعمل في المشاعر المقدسة وذات التأثير السلبي على راحة الحجاج، وتفعيلا للمرتكز الخامس أيضا في استراتيجية المنطقة الهادف إلى تحقيق الشراكة الجادة والفاعلة مع القطاع الخاص من خلال دعاية شركة الاتصالات السعودية للحملة. بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الحصول على تصريح الحج بالنسبة لحجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، مضيفا «لا نقصد من التأكيد على تصريح الحج وضع العراقيل أمام المواطنين والمقيمين ومنعهم من تأدية شعيرة الحج، وإنما نهدف إلى منع الحجاج غير النظاميين لإعطاء فرصة للحجاج النظاميين وتمكين الأجهزة الحكومية من تقديم الخدمات بأفضل مستوى ممكن». وثمن الأمير خالد الفيصل الذي يعد موسم الحج المنتظر الثالث له منذ توليه إمارة العاصمة المقدسة لشركة الاتصالات السعودية على رعايتها الحملة الإعلامية الوطنية للحج العام الحالي. وأكد رئيس لجنة الحج المركزية سعيهم الدائم للقضاء على مشكلة الافتراش في المشاعر المقدسة، موضحا أن المشكلة لن تنتهي في سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات ولكنهم مستمرون لتحقيق هذا الهدف في العام الحالي ومستقبلا. من جهة ثانية، ترأس أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج في ديوان الإمارة في مكةالمكرمة أمس، اجتماع الهيئة العليا لاستعراض التقرير المقدم من وكيل وزارة الحج رئيس اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج المشتمل على استعدادات وإجراءات اللجنة التنفيذية لمراقبة النقل ولجانها الفنية والميدانية لاعتماد الحافلات المشاركة في موسم العام الحالي. وبحث الاجتماع التقارير المعدة عن مشاركة شركات ومؤسسات نقل الحجاج في عمليات النقل المدرسي التي استخدمتها بعض الشركات في العام الماضي، وعرض المهام الأساسية في نقل الحجاج خلال موسم الحج، ومناقشة التوصيات المرفوعة من اللجنة التنفيذية لمراقبة نقل الحجاج. من جهة أخرى، يتفقد الأمير خالد الفيصل مجمع صالات الحج في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة الأسبوع الحالي، حيث يفتتح الصالات الثلاث الجديدة التي ستستقبل لدى فتح أبوابها ثلاث رحلات للقادمين لأداء مناسك الحج. وبين ل «عكاظ» المدير العام لصالات الحج في مطار الملك عبد العزيز فاضل جخدار أن مشروع التطوير في مجمع صالات الحج والعمرة يغطي الجهة الشرقية بمساحة تبلغ 330 ألف متر مربع، وتتمثل في مبنى للصالات بمساحة 90 ألف متر مربع وساحات خارجية مغطاة بالخيام بمساحة 140 ألف متر مربع.