أطر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الصورة الحضارية لشعائر الحج عن طريق النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن والارتقاء بتنمية الإنسان. وأطلق الأمير في العاصمة المقدسة أمس من أجل ذلك الحملة الوطنية الإعلامية للتوعية بأنظمة وتعليمات الحج للموسم المقبل في عامها الثالث تحت شعار (الحج عبادة وسلوك حضاري). وأكد أمير منطقة مكة في كلمة ارتجلها خلال اللقاء الذي شهد مشاركة 30 جهة حكومية وخدمية وحضور وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري، على المرتكزات الثلاثة التي بنيت عليها الأهداف التشغيلية لحملة هذا العام الرامية إلى احترام المكان والإنسان والنظام. «إن احترام المكان يهدف إلى تأصيل ثقافة تقديس البلد الحرام، كما أن احترام الإنسان يكمن في التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر، في حين أن احترام النظام يكون بالالتزام التام بالأنظمة والتعليمات لكل من مقدم الخدمة وضيوف هذا الرحمن». وقال الأمير خالد الفيصل خلال تدشينه الحملة «لا أود أن أستغل هذه المناسبة لحصر ما أنجزناه في خدمة الحجاج في سبيل راحتهم لأنني أعتقد وأؤمن أن قائد هذه الأمة قد رضي لنفسه بلقب خادم الحرمين الشريفين كونه يعتبر أن هذا من واجبه، كما أنه من واجب كل فرد في المجتمع لما يقدمه لضيوف الرحمن في هذه البلاد المقدسة، ولقد أنعم الله علينا بأن أسكننا بجوار بيته العتيق وهذا فضل من الله كبير إذ أتاح لنا الفرصة بأن نخدم البيت وضيوف البيت ومن واجبنا أن نقدم الغالي والنفيس وأن نتذكر دائما ما نقدمه لضيوفنا إذا طرقوا أبواب منازلنا وماذا نفعل إذ واجهنا على أرضنا من يطرق أبواب الله». المشاريع الضخمة ونوه الأمير خالد الفيصل بالجهود المبذولة التي تقدمها الدولة في المجالات كافة لخدمة ضيوف الرحمن بتوجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، خاصة تلك المتمثلة في المشاريع الضخمة التي تهدف لخدمة وراحة ضيوف الرحمن «إن هذه المشاريع لها الأثر الإيجابي في إحداث نقلات متطورة أدت إلى تطوير مستوى الخدمة للحجاج والمعتمرين». وشدد أمير مكة على أن الجميع مطالب بتقديم خدامات إنسانية راقية للحجيج «علينا أن نبتسم لهم ولا نبتسم بالشفاه فقط وإنما بالقلوب وبالنفوس وبالنوايا». تنظيمات جديدة وعرج أمير مكة إلى ما سيتضمنه حج هذا العام من تنظيمات ستيسر من عملية تنقل الحجاج «إن قطار المشاعر المقدسة سيعمل في موسم حج هذا العام وسيساهم في تخفيف الضغط على شبكة الطرق وحل مشكلة النقل وازدحام السيارات، وسيتم تطبيق نظام منع المركبات الصغيرة أقل من 25 راكبا، وسيساهم المشروع في سحب 30 ألف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر؛ وهي السيارات التابعة لحجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، هذا بالإضافة لمشروع تنفيذ المرحلة الثالثة لنقل حجاج مؤسسة إيران وحجاج مؤسسة أفريقيا غير العربية بنظام النقل الترددي في المشاعر المقدسة الذي سيسهم في خفض عدد الحافلات التي كانت تستخدم لنقلهم بنظام النقل التقليدي بنسبة تزيد على 50 في المائة وما يتبع ذلك من إيجابيات على النواحي البيئية في المشاعر المقدسة وتقليص الفترة اللازمة لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة بدقائق معدودة لا تتجاوز 30 دقيقة فقط للحافلة الواحدة وتوفير المساحات الكبيرة التي كانت تستخدم كمواقف للحافلات في المشاعر المقدسة لتكون مواقع لنزول الحجاج للسكن والعبادة». وحذر الأمير خالد الفيصل الشركات الوهمية من استغلال ضيوف الرحمن القادمين من داخل المملكة أو خارجها قائلا «إن من يتسبب في تكبد العناء لضيوف الرحمن سيعرض نفسه للمساءلة والعقوبة». واستفاض أمير منطقة مكة رئيس لجنة الحج المركزية في تحديد مواطن المخالفات «إن نظام التصريح وضع للحد من التجاوزات والمخالفات وخاصة الحد من افتراش الطرق وعرقلة السير والنظام وضع ليرسخ مفهوم الحج النظامي». لا حج بلا تصريح وأشاد الأمير خالد الفيصل بما حققته حملة (لا حج بلا تصريح) من نتائج إيجابية خلال الموسمين الماضيين، وامتدح دعم وتعاون وسائل الإعلام لأهداف الحملة، مقدما الشكر لكل من ساهم في إنجاح حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) حيث قال «أود أن أتقدم بالشكر والتقدير والعرفان باسمي وباسم زملائي في لجنة الحج المركزية لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولسيدي سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولسيدي النائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبد العزيز على ما بذلوه ويبذلونه في خدمة ضيوف الرحمن وتوجيه القائمين على هذا العمل ليس في مكةالمكرمة فحسب بل في جميع أنحاء المملكة». بعد ذلك، فتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية باب الحوار مع وسائل الإعلام؛ فأجاب «عكاظ» حول تفاقم الحركة المرورية في مواسم الحج والحلول لمواجهة ذلك قائلا «أنهت هيئة تطوير مكة إعداد الدراسة وسوف يتم تقديمها لخادم الحرمين خلال الأسابيع المقبلة». ظاهرة الإفتراش وعن ظاهرة الافتراش قال خالد الفيصل «نحن متفائلون بأن يأتي اليوم الذي لا يوجد فيه افتراش في المشاعر المقدسة وهذا يتطلب أمورا عدة؛ الأمر الأول أن نتحكم بالمنافذ بدخول المشاعر المقدسة، الأمر الثاني أن نوفر الأماكن لجميع الحجاج، الأمر الثالث والذي أود وآمل أن نصل إليه مستقبلا من الأخوة والأخوات الذين يقدمون خدمة في موضوع الأكل والشراب للحجاج المفترشين أن يستبدلوا ذلك بتبني حج مجموعة كبيرة من هؤلاء بدل أن يوزعوا الأطعمة في المشاعر المقدسة ولو تبنى هؤلاء تكاليف هؤلاء الحجاج مع شركات الحج ولو أمن لهم أماكن وهو ما أرجوه وأتمناه أن نصل في القريب العاجل لحل كذلك لمشكلة الخيام في منى إذا وجد الحل للسكن ووجد الحل في الممرات التي تدفع تكاليف توزيع الأغذية لو استبدلوها بأن يحججوا هؤلاء الفقراء على حسابهم في شركات بطريقة نظامية وأحكمت المنافذ سوف نقضي على هذه الظاهرة». توعية الحجاج وحول التوجيه بتوعية الحجاج في بلدانهم أكد أمير منطقة مكة «أن جميع النجاحات التي تحققت في هذا المجال يجب أن تعزا لأصحابها ليست لي وليست للإمارة في مكةالمكرمة، هي تبدأ من خادم الحرمين الشريفين الذي يضع جهده فيها للإشراف والمتابعة على جميع الخدمات المقدمة للحجاج ثم لولي العهد وللنائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وللأمانة ويجب أن نقولها ويجب أن نؤكد عليها وأن نوضحها وكلكم تعرفون أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لا يهتم كثيرا بالظهور إعلاميا أو التباهي بما يفعل، لكنه متابع لكل الأنظمة والترتيبات للحج بصفته رئيس لجنة الحج العليا، ولجنة الحج تضم جميع الوزارات والهيئات الحكومية التي لها علاقة بالحج وهي اللجنة التي ترسم سياسة الحج وسياسة الدولة في تنفيذ هذه المشاريع وتقديم جميع الخدمات ومن ثم تحال إلى لجنة الحج المركزية. وزاد «أشكر جميع الوزارات والجهات ورجال الأمن الذين يتحملون العبء الأكبر في الحج».