نجح فريق أمني ماهر من وحدة مكافحة جرائم الأموال في شعبة التحريات والبحث الجنائي في فك شفرة سرقة مليون وستمائة ألف ريال من ناقلة مصفحة مخصصة لتغذية الصرافات الإلكترونية الأسبوع الماضي في حي الفيصلية، وكان رجال التحري ركزوا الاتهامات على موظف آثر البقاء داخل الناقلة بحجة المرض فيما هبط اثنان من رفاقه في أحد مراكز التسوق، وعند عودتهما فوجئا بتواري رفيقهما عن الأنظار واختفاء المبلغ الكبير، وأفادت معلومات تحصلت عليها جهات التحقيق أن الموظف المختفي يرتبط بعلاقات مشبوهة، فاصدرت تبعا لذلك تعميمات عاجلة عن ملامحه وأوصافه، وفي ذات السياق تحرى رجال الأمن عن سيرة وسلوك بقية موظفي الشركة التي تدور حولهم الشبهات فأثمرت عمليات البحث الموسعة عن اختراق محيط أصدقاء الموظف المختفي والتوصل إلى منزل أحدهم في حي الهنداوية، ولم تعثر السلطات على المتهم أو أحد من أصدقائه الذين كانوا قد غادروا الموقع الأمر الذي عزز الشبهات ضده الموظف المختفي. استمر رجال الأمن في تتبع خطوات المتهم ورصد تحركات أصدقائه فنجحوا في الوصول إلى سيدة ترتبط بعلاقات معه فأرشدت عن مخبأ أحد أصدقائه، وتوالى بعد ذلك سقوط حبات العقد تباعا، من بين من تم ضبطهم الموظف الهارب الذي سجل اعترافات تفصيلية بجريمته، حيث أقر أمام المحققين بالتخطيط للسرقة بالاتفاق مع أحد أصدقائه، وتكليفه بمراقبة الوضع ورصد حركة الموظفين الاثنين اللذين هبطا من الناقلة المصفحة لتغذية جهاز صرف أتوماتيكي في أحد مراكز التسوق، وأشار المتهم في الاستجواب إلى أن صديقه اقترب بسيارته من الناقلة وحمل المبلغ الكبير ليغادر الاثنان الموقع. واعترف المتهم العشريني أنه وشريكه تخلصا من الأجهزة اللاسلكية وإلقائها في أحد المواقع حتى لا تتم متابعتهما عبرها، ثم توارى الاثنان عن الأنظار في أحد منازل حي الهنداوية، وغادراه في وقت لاحق إلى مسكن ثان وبحوزتهما مبلغ 600 ألف ريال اشتروا به أجهزة هواتف محمولة وبعض السلع الفاخرة، كما أنفقا جزءا كبيرا من المبلغ على صديقتيهما ودفنا الباقي في حوش مهجور في الهنداوية. تابع العمل الأمني مدير شرطة جدة ومساعده للأمن الجنائي، وأشرف عليه مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي وقاده ميدانيا رئيس وحدة مكافحة جرائم الأموال وأفراد الوحدة الذين واصلوا عملهم حتى كشفوا كامل تفاصيل الحادث. وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة، العقيد مسفر الجعيد، أن سلطات الأمن ركزت شكوكها في المتهم ، مشيرا إلى أن العمل الأمني أتخذ مسارين، الأول ملاحقة المعلومات التي تقدم بها رجال الحراسات، والثاني التأكد من الإفادات ومراجعة سجل العاملين في تغذية الصرافات حتى تم الكشف عن كامل تفاصيل الجريمة، وأشار إلى أنه تمت استعادة جزء كبير من المبلغ يصل إلى مليون و100 ألف ريال و التحقيق لا يزال مستمرا.