في معظم دول العالم التي زرناها وزرتموها أو التي سمعنا وسمعتهم عنها ممن زاروها، يصادف السياح فيها هطول أمطار غزيرة، تمطر في بعض الأحيان لعدة ساعات وربما تقف بعد ذلك ثم تستأنف الهطول ليل نهار وتظل هكذا لعدة أيام وربما أسابيع حتى ينتهي موسمها، فإذا صادف هطول الأمطار الغزيرة وجودنا أو وجودكم في إحدى مدن العالم الأول أو الثاني أو حتى الرابع فإن الواحد منا يتوقع حسب عادته أن الشوارع هناك سوف تتحول إلى بحيرات راكدة وأن الأتربة والأحجار تملأ الطرقات وهذه الفكرة تجعله يرجىء عملية نزوله من سكنه للنزهة أو التسوق على الرغم من لطافة الطقس بعد الأمطار ولكنه عندما يبلغ من لديهم خبرة بأحوال تلك المدن يفاجأ أن ظنه في غير محله وأنه لو خرج إلى الشارع بعد توقف هطول الأمطار مباشرة لما وجد فيها قطرة ماء راكدة ناهيك عن إمكانية وجود بحيرات ومستنقعات، فإذا تشجع وخرج من مكمنه وجد ما قيل له صحيحا وأن سبب ما رآه أن السيول المتدفقة في الشوارع على إثر هطول كميات كبيرة من مياه الأمطار وجدت في تلك الشوارع ميولا هندسية تضمن لتصريف السيول أولا بأول فلا يحصل تجمع لها يتحول إلى برك وبحيرات ومستنقعات تعيق حركة المارة وتصبح بيئة مناسبة لنمو الحشرات الضارة والأمراض المعدية وهذه الميول التي عجزنا حتى تاريخه عن تنفيذها في شوارعنا بالشكل المطلوب كانت ولم تزل وراء التجمعات المائية الفاضحة في معظم شوارع مدن بلادنا الغالية، بل إن تلك التجمعات أصبحت بالإضافة إلى أضرارها البيئية مصدرا لتكاثر الحشرات الضارة، وحتى عندما نفذت مشاريع عديدة لتصريف مياه الأمطار والسيول وبمئات الملايين في شوارع ومدن المملكة فإن الشكوى لم تزل قائمة من أضرار الأمطار وتجمعات مياه السيول وذلك لعدم وجود ميول مناسبة. أما لماذا يحصل هذا؟، فإن الجواب على مثل هذا السؤال لم يزل غائما غير مفهوم، ولذلك ستظل مياه الأمطار تتجمع وترتفع أحيانا قدر متر وأكثر وتسحب السيارات وتصبح الشوارع بعدها في حالة يرثى لها وتعقب كل «مطرة» موجة من الذباب والبعوض والحشرات المتنوعة الناقلة للأمراض المعدية.. وسلامتكم!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة