حذّر خبراء في البيئة والكائنات الدقيقة من انتشار حمى الضنك وغيرها من الأوبئة في الأحياء المتضررة بفعل المستنقعات التي خلفتها سيول الأربعاء والجثث المتحللة فضلاً عن طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع العامة، مطالبين بضرورة التدخل السريع لمكافحة المستنقعات والبعوض وتوحيد الجهود وتكثيف الرش، كما حذروا من الزواحف وشرب المياه الملوثة. د. البار يحذّر من تلوث مياه الشرب وحوادث الصعق الكهربائي أوضح الدكتور حسين البار رئيس لجنة البيئة بالمجلس البلدي بجدة أن الوضع البيئي لكارثة السيول ينبئ بمخاطر وأضرار بيئية وصحية، مبينا أن أبرز هذه الأضرار : « تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه السيول التي تحتوي على شوائب ضارة بالصحة كالبكتيريا أو الأتربة والعناصر الثقيلة” ، لافتا إلى أن المتضررين الذين دخلت السيول إلى بيوتهم، يجب أن يحذّروا من شرب مياه تلك الخزانات، وعليهم أن يشربوا من المياه الصحية المعبأة النظيفة. ولفت د. البار إلى سوء الوضع في بعض الأحياء التي تجوّل فيها كحي غليل والجامعة، محذرا من انتشار المياه الراكدة داخل الأحياء، والبعوض الذي قد يسبب حمى الضنك والملاريا وحمى النيل وحمى الوادي المتصدع، وكذلك طفح البيارات وانتشار الروائح الكريهة التي قد تسبب تلوث أيادي وأرجل الأطفال، كما حذّر من انقطاع التيار الكهربائي بسبب الأمطار والسيول في بعض المناطق التي تجعل الأطعمة الموجودة بالثلاجات فاسدة، بالإضافة إلى أن انتشار المياه في الشوارع من ناحية السلامة بما قد يسبب خطراً في حوادث الصعق الكهربائي نتيجة الأسلاك العارية، لاسيما للأطفال الذين يسرحون ويمرحون في تلك المياه. ونبّه رئيس لجنة البيئة بالمجلس البلدي بجدة إلى انتشار القوارض والبعوض والزواحف والكلاب الضالة، وانتشار كميات الزواحف، وانتشار أكوام النفايات الذي يتسبب في انتشار الذباب والأمراض، كما أن المناطق التي وصلها الطين والرمل ستتسبب في نقل الغبار والأمراض وتنشر الأمراض الصدرية كأكبر خطر بيئي هناك لبعض الحيوانات التي جرفها السيل، بالإضافة إلى بعض الجثث الآدمية التي لم يتم الوصول إليها، كما حذر من أكبر خطر وهو في حال لا سمح الله حدوث سيول وهطول أمطار غزيرة على بحيرة الصرف الصحي، مما يتسبب بحدوث انهيار السد أمام البحيرة إذا جاءت سيول ضخمة، وأكبر خطر هو خطر الغرق من هذه الكميات خلف السد الذي تصل مساحته إلى 20 مليون متر مربع. وقدم د. البار عدة نصائح للمتضررين منها « الابتعاد عن الأماكن المنخفضة وبطون الأودية والأنفاق ومجاري السيول ومصبات السيول، عدم استعمال الجوال أثناء حدوث البرق والرعد واللجوء إلى الأماكن المرتفعة، كذلك تجنب الذباب والبعوض، التوجه إلى أقرب مركز صحي في حال شعور الشخص بأعراض إسهال أو قيء ، عمل أكياس رملية عند انهيار السيول، بذل الجهود الضخمة لشفط المياه، وحث الناس على تأمين أحيائهم وتأمين الأطعمة.