أكد مدير جامعة الطائف الدكتور عبد الإله باناجة اعتماد الجامعة لائحة عقوبات بحق طالباتها، أحد أهم بنودها إعلان قائمة سوداء تحوي أسماء الطالبات الحاصلات على عقوبات من الجامعة نتيجة مخالفتهن القانونية والسلوكية، بحيث تعلق القائمة في مختلف أروقة الجامعة. وبرر باناجة قرار الجامعة بأنه يساهم في ردع الطالبة عن أية ممارسات لا تليق بها وبالجامعة التي تحتضنها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إعلان الاسم أمام زميلاتها يهدف لدفعها إلى الامتناع عن التصرف المسيء وليس التشهير بالطالبة. وشدد باناجة على ضرورة إعلان أسماء المخالفات ضمن قوائم توزع في أروقة الجامعة لردع المخالفة باعتبار أنه في حال لم تجد الطالبات المسيئات للأدب من يردعهن فإنهن سيفعلن ما يحلو لهن، موضحا أن معدل المخالفات هذا العام تراجع عن العام الماضي، نتيجة اعتماد الجامعة لقائمة المخالفات وإعلان أسماء الطالبات اللواتي تعرضن لعقوبات نظامية في الجامعة. وخاطب باناجة عبر «عكاظ» أولياء الأمور بأن مصلحة الطالبات تهم الجامعة مثلما تهم الآباء، وأن الغرض من القائمة هو الردع وليس التشهير بالطالبة. وجاء تصريح مدير الجامعة على خلفية مطالبات تقدم بها أولياء أمور الطالبات بإيقاف هذه اللائحة، واصفين تصرف الجامعة بأنه «تشويه سمعة» لبناتهم عبر التشهير بهن، لما لذلك من تأثير نفسي على مسيرتهن التعليمية والتحصيلية. وأكد ل «عكاظ» أولياء الأمور أن إعلان اسم الطالبة أمام زميلاتها وإحراجها وانتقال الأسماء وتداولها ما بين الطالبات في منازلهن، بالإضافة إلى تصوير اللائحة التي أصبحت بمثابة تهديد لهن، تسبب في الإساءة إلى سمعة الطالبات وتشويه سمعة الكثيرات منهن. كما استغرب أولياء الأمور من تصرف صرح تربوي تعليمي يعتبر قدوة داخل المجتمع، بهذه الطريقة، بالإضافة إلى عدم تناسبه مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف المبني على الستر والمناصحة والتعامل الحسن، لا أن تستغل تصرفات بعض الطالبات التي قد تكون طائشة وغير محسوبة بحكم السن. واقترح عدد من أولياء الأمور على الجامعة أنه في حال بدر من الطالبة أي فعل سيئ، فإنه يتوجب على إدارة الجامعة مخاطبة أسرتها لا أن تعرض بسمعتها بين زميلاتها ولوالدي الفتاة فقط الحق في ردع ابنتهما، لا أن تذكر الفتاة واسم والدها وجدها وقبيلتها في اللائحة، مطالبين بإلغاء القائمة السوداء فورا واستبدالها بعقوبة أقل ضررا على الطالبة. بدورهن، أعربت الطالبات عن أسفهن من تصرف الجامعة وأكدن أنه لا يليق بصرح تعليمي وتربوي بهذا المستوى. وقالت الطالبة (ش . ح) إنها تفاجأت بوجود اسمها ضمن لائحة القائمة السوداء والتي تعرف بهذا الاسم في الجامعة منذ زمن، مشيرة إلى أن التصرف الذي أقدمت عليه لا يستحق أن يوضع في القائمة السوداء. وأشارت الطالبة الجامعية إلى أن جميع الطالبات يخشين أن تضع الجامعة أسماءهن في اللائحة، كما أن الطالبات يتعاملن مع الأسماء الموجودة في اللائحة بطريقة احتقار ونظرة دونية. أما الطالبة (ح . ق)، فقالت إن اسمها ظهر في القائمة السوداء التي تعتمد مبدأ التشهير بأسماء الطالبات، مشيرة إلى أن السبب قد يكون تافها ولا يستحق وضع اسم الطالبة في اللائحة. وألمحت الطالبة في الجامعة إلى أنه في العديد من الحالات قد يكون هناك خلاف في وجهة النظر بين الطالبة والمسؤولة عن وضع الأسماء في اللائحة، فتضع اسمها جزافا وبدون أدنى مسؤولية حسب تعبيرها، متسائلة عن المعايير التي يتم على أساسها وضع الأسماء في اللائحة. ودعت الطالبة إدارة الجامعة لإلغاء هذه اللائحة السوداء واستبدالها بعقوبة أخرى لأنها أساءت لسمعة الطالبات ليس داخل الحرم الجامعي ولكن تعدت إلى خارج الجامعة. وهنا يتدخل إمام وخطيب أحد جوامع الطائف الشيخ سعد الحارثي داعيا لوقف التشهير بأسماء الطالبات، خصوصا أن الجامعة لا تحدد المخالفة التي ارتكبتها الطالبة، ما يدعو للثرثرة على الطالبة المذكور اسمها في اللائحة وأحيانا كثيرة تضخيم الذنب الذي اقترفته الطالبة داخل المجتمع، وربما يتسبب ذلك في الإساءة إلى سمعتها لما يتعدى أروقة الجامعة وقد يضر بالطالبة مستقبلا في حياتها الاجتماعية. واعتبر الشيخ الحارثي اتخاذ الجامعة لهذا الأسلوب بأنه غريب وكان من المفترض في الجامعة إيجاد طريقة مناسبة لاستصلاح الطالبة بديلة عن التشهير، خصوصا وأنها صرح تربوي إضافة إلى أنها صرح تعليمي.