أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، وزير الأوقاف السابق في السلطة الوطنية الفلسطينية الدكتور يوسف جمعة سلامة، أن الحج مؤتمر عظيم يجتمع فيه المسلمون من كل حدب وصوب ويأتون من كل فج عميق، إذ تجتمع الأمة -رجالا ونساء- بعيدا عن السياسة والفرقة، وهو ما يظهر عظمة هذه الأمة من بين الأمم، مضيفا أن «عملية تسييس الحج وتحويله إلى مكان للمناكفات السياسية خط أحمر». وأشار جمعة في حديث ل «عكاظ» إلى أن بيت الله الحرام هو مكان آمن للعبادة والطاعة، لا يجب أن يكون مكانا للطائفية، أو لأي أحداث يمكن أن تؤثر على أمن الحجيج، لذلك تحرص كل الدول الإسلامية وكل بعثات الحج أن يكون موسم الحج موسما خاليا من أي أحداث تسبب خللا في الأمان والنظام، لأن الدولة المضيفة تجند إمكانياتها كافة لترتيب حج آمن ومطمئن. وثمن عاليا الدور الكبير للمملكة في خدمة الحجيج، مشيرا إلى أنها تستضيف ثلاثة ملايين حاج يحتاجون للأمن والغذاء والمواصلات في توقيت وزمان محدد، لذلك يجب أن نشاركها في تنفيذ التعليمات بوجوب الالتزام بالأمن والنظام، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج كي يبقى الحج سليما بعيدا عن أي مخاطر أو قلاقل أو مماحكات أو تظاهرات، كما يحاول البعض القيام بها خدمة لأهداف سياسية، لا علاقة لها بالدين أو الإسلام. وقال إن موسم الحج هو موسم اجتماع للأمة وليس تفريقا للأمة، موسم للطاعات وليس لإثارة النعرات والخلافات. وأكد أنه لا يجوز إثارة النعرات الطائفية والسياسية والمذهبية في الحج؛ لأن الإسلام لا يجيز فرقة الأمة، فالإسلام دعا الأمة للوحدة والتوافق، إذ قال تعالى {إن هذه أمتكم أمة واحدة}، واحدة في عباداتها وفي نظامها ودقتها. وأضاف «يجب أن نساعد المملكة على تنظيم موسم الحج خصوصا من أية أحداث أو فوضى يحاول البعض إثارتها في موسم الحج، لا أن نشغل أجهزة الدولة في مظاهرات أو غيرها من المظاهر الخارجة عن القانون، التي تعكر صفو أداء هذه العبادة العظيمة. وعن الجهود التي تبذلها المملكة في توفير الأمن والراحة للحجيج، أكد على أهمية المساعي الحثيثة المتواصلة من قبل المملكة، حتى يمضي الحجيج في عباداتهم على أكمل وجه، معربا عن امتنانه لجهود السعودية -ملكا وحكومة وشعبا- نظرا لتفانيهم في راحة وأمن الحجاج، على ذلك يجب على كل مسلم أن يشكره. وأثنى على قيادة المملكة لحرصها على إخراج موسم الحج في كل عام بأحسن صورة، وحرصهم على وحدة المسلمين، وعدم التمييز بين دولة وأخرى وطائفة وأخرى.