حذر علماء في الأزهر من استغلال موسم الحج، لتحقيق أهداف سياسية أو نقله من ساحة العبادة الخالصة لله تعالى إلى إثارة النعرات الطائفية وتحقيق مآرب لاعلاقة لها بالعبادة، ما يخالف أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية الغراء ، مؤكدين أن هذا يدخل الأمة الإسلامية فى «فتن كبرى» تمزق شملها ووحدتها. وقال مستشار شيخ الأزهر لشؤون الفتوى الشيخ على أبو الحسن ل «عكاظ»: إن الحج من أعظم شعائر الإسلام، وأحد أركانه الخمسة، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، أو أي أمور أخرى تخرج هذه العبادة عن مقاصدها، وهو حرام شرعا ، ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية. وأضاف: الأزهر وجميع المسلمين على وجه الأرض يرحبون ويؤيدون مواقف المملكة وحرصها على أمن واستقرار موسم الحج، منتقدا الساعين لتأجيج مشاعر المسلمين في موسم الحج، بإثارة نعرات المذهبية والطائفية التي تتنافى مع هذه الفريضة العظيمة، داعيا جميع الحجاج وضيوف بيت الله الحرام الابتعاد عن رفع الشعارات السياسية، والإنصراف كليا لما جاءوا من أجله. وأكد أبو الحسن أنه لا يصح مطلقا رفع أي شعارات سياسية أو «إثارة النعرات الطائفية» أثناء وجود الحجاج في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، لأن من يرتكب ذلك يحدث فتنة في المجتمع الإسلامي. وشدد على أنه من حق سلطات الأمن السعودية التصدي لأي محاولات من شأنها أن تعكر صفو فريضة وشعيرة الحج، والحفاظ على أمن الحرمين الشريفين، لأن أي إساءة تقع على أرض الحرمين الشريفين هي إساءة للإسلام ولمليار ونصف المليار مسلم على وجه الأرض. إلى ذلك أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الشيخ على عبد الباقى ل «عكاظ»، أنه لايجوز شرعا استخدام فريضة الحج لتحقيق أهداف وأغراض سياسية لأن هذا «حرام شرعا»، مؤكدا على ضرورة فهم مقاصد العبادات في الإسلام وبخاصة فريضة الحج ، لأنه ركن أساسى من أركان الإسلام، أما استخدام الشعارات السياسية و «النعرات الطائفية» فهى تخرجه عن المنهج الإسلامي، وهو أمر مرفوض. وأشار إلى أن استغلال تجمع الحجيج في الأراضي المقدسة للدعاية السياسية أمر لا صلة له بالإسلام، ويجب على المسلم أن يلتزم بأداء الفريضة بأدب، حتى يكون نسكه مقبولا عند الله تعالى، مصداقا لقول المولى عز وجل «فلا رفث ولافسوق ولاجدال فى الحج» مشيرا إلى أنه لا ينبغي للمسلم أن يحدث أى ضوضاء أو يتلفظ بشعارات سياسية أو حتى غير سياسية تتنافى مع مبادئ الإسلام وأداء هذه الفريضة العظيمة، خاصة أنها تدل على قوة المسلمين، ووحدة كلمتهم وصفهم . بدوره قال عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد رأفت عثمان إن كل الدول تثني على جهود المملكة وخدماتها الدائمة ملكا وحكومة وشعبا لحجاج وضيوف بيت الله الحرام، وعلى التطور الدائم في المدينةالمنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وأكد عثمان أن موسم الحج يعد فرصة عظيمة للدفاع عن القيم الإسلامية والوحدة التي يؤكد عليها الدين الإسلامى الحنيف، ولا يجوز بأى حال من الأحوال استخدام الحج فى إثارة النعرات الطائفية والتي من شأنها إفساد الشعائر على سائر حجاج بيت الله الحرام.