أكد مفتى مصر الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور نصر فريد واصل، أنه لا يجوز شرعا استغلال موسم الحج لتحقيق أهداف سياسية أو نقله من ساحة العبادة الخالصة لله تعالى إلى إثارة «النعرات الطائفية»، مما يخالف أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، مؤكدا أن ذلك يدخل الأمة الإسلامية في «فتن كبرى» تمزق شملها ووحدتها ويتعارض مع الغاية العظيمة من فريضة الحج. وقال نصر ل «عكاظ»: إن الحج من أعظم شعائر الإسلام، وأحد أركانه الخمسة، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية أو أي أمور أخرى، إذ تخرج هذه العبادة عن مقاصدها، حرام شرعا، ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية. وأضاف: الأزهر وجميع المسلمين على وجه الأرض يؤيدون ويعرفون جيدا مواقف المملكة وحرصها الدائم على أمن واستقرار موسم الحج، منتقدا الساعين لتأجيج مشاعر المسلمين في موسم الحج، بإثارة نعرات المذهبية والطائفية التي تتنافي مع هذه الفريضة العظيمة والغاية الروحانية منها. وشدد واصل على أنه من حق سلطات الأمن السعودية التصدي لأية محاولات من شأنها أن تعكر صفو فريضة وشعيرة الحج، والحفاظ على أمن الحرمين الشريفين، لأن أية إساءة تقع على أرض الحرمين الشريفين هي إساءة للإسلام ولمليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض. ودعا جميع الحجاج وضيوف بيت الله الحرام إلى الابتعاد مطلقا عن رفع أي شعارات سياسية، والانصراف كليا لما جاءوا من أجله؛ وهو إخلاص العبادة لله تعالى، مؤكدا أنه لا يصح مطلقا ولا يجوز شرعا بأي حال من الأحوال رفع أي شعارات سياسية أو «إثارة النعرات الطائفية» أثناء وجود الحجاج في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج؛ لأن من يقوم بذلك يحدث فتنة في المجتمع الإسلامي.