أنهت سوق الأسهم السعودية تداولاتها بانخفاض شبه حاد بلغ 91 نقطة وكسر بها حاجز 6500 نقطة التي استقر عليها خلال الأسبوع والأسبوع الذي قبله، وهذا الوضع ناشئ من عدة اعتبارات كنا قد أشرنا إليها في تحليلنا الأسبوعي الماضي، حيث كان يتوقع أن يكون مؤشر السوق تحت تأثير نمط حيرة عادة ما ينشأ ويعبر عن نهاية موجة صاعدة مالم تكمل تلك الموجة لتحقيق الأهداف المرسومة فنيا. وكان نمط الحيرة نابعا من وضوح ضعف الاتجاه الصاعد الذي امتد من مستويات 5500 نقطة تقريبا، وكان يتوقع أن يختبر المؤشر نقطة مقاومة عند 6620 ومن ثم مقاومة تاريخية تقع عند 6767 نقطة. انتهاء إعلان النتائج والأخبار القوية الإيجابية إضافة إلى تقاطع الأخبار المتواترة عالميا وتذبذبات أسواق النفط والأسهم أثر بشكل قوي على تراخي الموجة التفاؤلية التي تحققت منذ بداية تكون الموجة الصاعدة، وعلى إثر ذلك تكون نمط حيرة مؤقت لمتابعة ما قد يصدر من أخبار إيجابية تساعد في استمرار مسار الموجة الصاعدة، لكن ذلك لم يحدث، ولذا واجهت السوق موجة بيع متوسطة القوة كسرت خلالها دعائم أسعار ومؤشرات السوق والتي كانت محمولة فوق المتوسطات القريبة للمؤشر. فكسر متوسط سبعة أيام والواقع عند 6527 نقطة اتبعه كسر مباشر لمتوسط 15 يوما الواقع عند 6463 نقطة، ويتبقى دعم أخير يعتبر مهما جدا وهو دعم يبدأ من نقطة 6421 يليه 6386 نقطة، إذ أن كسر هذا الدعم الأخير يعتبر فاصلا مهما في تأكيد المسار للموجة الهابطة وتوقع أهدافها، والذي قد لا يكون متتابعا وإنما سيكون على شكل نبضي ومتذبذب ومحاكيا لمسار الموجة الصاعدة. أما إذا حدث العكس وهو احتمال قائم، فإن عملية تحديد نقاط الدعم لن تكون ذات جدوى؛ لأن سلوك الموجة في الهبوط المتتابع سيكون سلوكا مبنيا على كسر متتابع لنقاط الدعم حتى يصل إلى القاع المرسوم ومن ثم يتكون مسار عرضي مؤقت لبدء موجة صاعدة قوية ستكون بنفس النمط السلوكي لمسار الموجة الهابطة. وقد يكون من المهم توضيح بعض نقاط الدعم التي يستهدفها مؤشر سهم سابك والراجحي ومن ثم التطرق إلى مسار المؤشر العام، وذلك لتحديد ما إذا كانت هناك مبررات تستدعي تكوين موجة هابطة حادة أم أنها موجة ارتدادية ذات نمط نبضي. فسابك التي سجلت تحسنا بنتائج الربع الثالث متبوعا بتحسن حالة الطلب على منتجاj البتروكيماويات، إضافة إلى إعلانات الشركة بتوقيعها عدة اتفاقيات مع بعض الشركات العالمية لتوسيع قاعدتها الصناعية، ستكون محل اختبار لأسعار دعم تبدأ من 80.5 ريال، وهذا السعر يعتبر مهما لتحول السهم إلى الإيجابية فهو سيختبر مقاومة 83.75، وإذا لم ينجح باختراقها والإغلاق فوق سعر 84، فإن عملية الاختبار ستكون عبارة تكون قمة هابطة على الأجل القصير لاختبار دعم آخر يقع أولا عند 79 ثم 75.5، وهذا الدعم من الأهمية بمكان مراقبته، فكسره سيعتبر إجهاضا قويا للمسار الصاعد على الأجل المتوسط وقد يستمر إلى سعر 72 ريالا. أما سهم الراجحي فهو أيضا سجل حضورا قويا بنتائجه المعتادة باستمرار تحقيقه للنتائج الإيجابية، وما حدث من ضغط سعري عليه هو المخاوف الناشئة من قيامه بتخصيص جزء من الأرباح المحققة خلال الربع الثالث لتغطية ما قد يواجهه من صعوبات محتملة في القروض التي قام بتقديمها، سواء للأفراد او الشركات، وهو إجراء احترازي تحتاط به البنوك مبكرا من أجل المحافظة على قوة ملائتها المالية. وفي الحقيقة أن تلك المخصصات لا تمثل عبئا كبيرا على البنك لا من حيث الأرباح المحققة ولا من حيث الاحتياطيات المالية الضخمة، لذا فليس من الحكمة الإفراط في التشاؤم وزيادة المخاوف، وعليه نرى أن سعر 71 ريالا سيكون سعرا جيدا كدعم يختبر وينطلق منه السهم بانتظار ما ستنتهي عليه أعمال المصرف بنهاية العام.