أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية تداولاته يوم الأربعاء بانخفاض طفيف بمقدار 16.5 نقطة وبسيولة ضعيفة لم تتجاوز 2.4 مليار ريال. هذا الانخفاض يمثل امتدادا لهبوط استمر قرابة 6 جلسات متتالية دون أن يتمكن في كل جلسة من تجاوز قمة سابقة له، الأمر الذي تسبب في تردد عدد من المتداولين من المخاطرة والدخول للشراء. وهذا التردد حصل في ظل تضارب الأنباء حول الأوضاع الاقتصادية، إضافة إلى عوامل أخرى ربما ترتبط بطبيعة التداول بشهر رمضان المبارك والذي يحاط بظروف تتغير فيها الأمزجة ويقل التركيز نظرا لتغيير النمط المعيشي سواء من حيث قدرة البعض على تحمل أعباء العمل والتداول خلال الصيام، وافتقاد البعض إلى التركيز أو عادات الاستيقاظ في الأوقات التي يبدأ فيها التداول. ومثل تلك الأوضاع أثرت بشكل ملحوظ على نمط المضاربات والتي ضعفت بشكل كبير؛ نظرا لقلة السيولة المتداولة والمخاوف من بطء تحرك الأسهم صعودا أو هبوطا ما قد يتسبب بخسائر لا داعي لها. وهذه العوامل ساهمت في نفس الوقت في استغلال بعض المحافظ الكبيرة لهذه الأوضاع واستطاعت بذكاء من الظفر بمبتغاها من بعض الأسهم وزادت نسبة ملكيتها لها ربما لآجال متوسطة أو طويلة خصوصا للأسهم التي تتراوح مكرراتها ما بين 9 إلى 13 مرة مثل سافكو وبعض شركات الأسمنت والاتصالات، إضافة إلى أسهم سجلت هبوطا في الفترات الماضية إلا أنه يتوقع أن تحقق مفاجآت قوية بأرباحها المستقبلية وفقا لما أعلنته من أنشطة من شأنها أن تعيد مكانة تلك الشركات إلى سابق عهدها مثل: صافولا، والمجموعة السعودية وغيرها من الشركات الأخرى. هذا الشراء الهادئ والذي عكسته أرقام تغييرات نسب التملك اليومية خلال الفترة السابقة، يدل على ثقة هذه المحافظ الكبيرة بالشركات التي اشترت فيها خصوصا أن البعض يوزع أرباحا فصلية، وسط ترقب من قرب انتهاء الربع الثالث وإعلان النتائج. على الصعيد الفني فإن المؤشر وكما كان متوقعا تجاهل عددا من الأخبار الإيجابية مثل بيان مؤسسة النقد الذي حاولت فيه إعادة الطمأنينة إلى المستثمرين في القطاع البنكي وتقليل حدة التشاؤم التي كانت سائدة من آثار عجز مجموعتي القصيبي وسعد لسداد الديون الهائلة المترتبة عليهما. إضافة إلى ضعف التفاعل مع الأخبار السلبية مثل تذبذبات أسعار النفط وتضارب الأنباء التي أفقدت مؤشرات بعض البورصات العالمية مكاسب كبيرة نتيجة جني الأرباح الذي تعرضت له. إذن فإن كسر المؤشر لمتوسط 100 يوم كان بمثابة تأكيد للمسار الهابط من القمة التي وصل إليها قبل أسبوعين والتي بلغت 5960 نقطة تقريبا وهبط إلى مستوى 5546 نقطة، والتي شكلت نقطة دعم جيدة ارتد منها المؤشر ليقلص الخسائر التي مني بها في جلسة الأربعاء والتي وصلت إلى قرابة 75 نقطة تقريبا، مالبثت أن ارتفعت بالمؤشر حتى أقفل عند نقطة 5617 نقطة. وهي نقطة تعتلي نقطة مقاومة تقع عند 5602 نقطة. وقد نشاهد اختبارات أخرى لنقطة الدعم وربما اختبار دعم جديد يتراوح ما بين نقطتي 5511 5530 نقطة، حيث يصعب جدا كسر هذا الدعم خلال هذه الموجة. هذا الوضع ربما يشكل تحولا جزئيا ومؤقتا لمسار حيرة خاصة للأسهم القيادية مثل «سابك» والتي قد تختبر دعمها القوي عند سعر 65.5 ريال، والاتصالات السعودية عند سعر 49.8 ريال، و «الراجحي» عند سعر 66 ريالا . وهناك نقاط مقاومة أولية ربما تشكل عائقا مؤقتا لمواصلة المؤشر لارتفاعه، حيث ستكون مقاومة متوسط 50 يوما الواقعة عند 5687 نقطة مقاومة لايستهان بها وإذا نجح المؤشر بالإغلاق عندها خلال الأيام الثلاثة الأولى فإن الوضع سيكون مهيأ بصورة نسبية لاختبار المقاومة الحقيقة والأصعب والواقعة عند 5745 والتي تمثل متوسط 100 يوما، بالإضافة إلى أنها تمثل مقاومة خط البولنجر الأوسط على الفاصل الزمني يوم واحد. لذا فإن الأوضاع وبالرغم من استمرار المسار الممل والعرضي للمؤشر فإن بعض الأسهم في بعض القطاعات ستنشط بصورة ملحوظة وستعود إليها أوضاع المضاربات الحادة حتى تستكمل الأسهم القيادية تأسيس نقاط دعمها القوية.