قال مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الدكتور عكرمة صبري إن الأوضاع في القدس حاليا مشوبة بالحذر المصحوب بالتوتر، وأصبحت المدينة عبارة عن سجن كبير بعد انتشار القوات الإسرائيلية في مداخلها ومحيط المسجد الأقصى. مشيرا إلى الاعتقالات الواسعة التي لم تشهدها المدينة من قبل، تحسبا لأي نشاط يقوم به الشبان المسلمون في أعياد اليهود، وأضاف: في يوم الجمعة الثاني من أكتوبر الجاري حرم آلاف الفلسطينيين من الصلاة في الأقصى، فالوضع العام في القدس ينذر بالأخطر منذ سنوات الاحتلال الطويلة، فسلطات الاحتلال تستغل حالة الانقسام الفلسطيني والوضع العربي والإسلامي المُتفرج والمتخاذل، والوضع الدولي المُنافق، فمدينة القدس تتعرض اليوم للتهويد أكثر من أي وقت مضى، وتخضع لهجمة استيطانية صهيونية قد تغير معالمها تماماً في حال استمرار الأوضاع الحالية حتى عام 2020م.وبيّنت إجراءات الاحتلال الصهيوني الأخيرة تصاعداً غير مسبوق في عمليات تغيير الوقائع بالقدس، فرغم تزايد أعداد السكان الفلسطينيين بنسبة 400% منذ عام 1967، إلا أن نسبة سكان القدس من العرب اليوم لا تتجاوز 35%، والاحتلال يسعى لأن تصبح هذه النسبة 15% بحلول 2020م، فسلطات الاحتلال أخطرت منذ بداية العام الحالي مئات المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس بقرارات الهدم لمنازلهم، وبلدية الاحتلال في القدس، والتي يرأسها يميني متطرف، وبمعاونة الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة بدأت مؤخراً في تنفيذ سلسلة من الإجراءات التي تهدف لتفريغ المدينة من سكانها الشرعيين من خلال أوامر الهدم الجماعي التي صدرت بحق سكان القدس، خاصة سكان أحياء: البستان في بلدة سلوان، والشيخ جراح، والعباسية، ورأس خميس، وجبل الزيتون، وهي الأحياء التي تقع ضمن ما يسميه اليهود «الحوض المقدس»، وهو ما يؤكد أن السلطات المحتلة ماضية وعازمة على تهويد مدينة القدس، مستغلة في ذلك الانقسام الفلسطيني، والأوضاع العامة في البلاد العربية، وإطلاق اسم مدينة داود على بلدة سلوان هو اعتداء على حقوقنا الشرعية، لأن إطلاق الاسم يعني أن بلدة سلوان تعود لليهود، نحن كمسلمين نؤمن ونعتقد بأن سيدنا داود عليه السلام هو نبي، حيث ورد ذلك في القرآن الكريم، أما اليهود فيعتبرونه ملكا فقط، فقد أساؤوا إليه كثيرا فهو بريء منهم أصلاً. ومخططات الاحتلال العدوانية والعنصرية، تجري بوتيرة سريعة بهدف تهويد مدينة القدس والسيطرة عليها، ووضع اليد على المسجد الأقصى المبارك، فالحفريات والأنفاق التي تشقها سلطات الاحتلال بالتعاون مع الجماعات اليهودية المتطرفة، هي اعتداء مباشر على الأوقاف الإسلامية، لأن المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك هي أراضٍ وقفية، هذه الحفريات أدت كذلك إلى تصدع وانهيار عدة بيوت ومدارس في البلدة القديمة وفي بلدة سلوان جنوب الأقصى، فالأنفاق تجري أسفل بلدة سلوان باتجاه المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، وهناك أنفاق أخرى من الجهة الغربية أسفل البلدة القديمة تسير باتجاه المسجد الأقصى المبارك أيضاً. إننا نحذر من استمرار سلطات الاحتلال في مخططاتها لاستكمال فصل الجزء الشمالي من الضفة الغربية عن جزئها الجنوبي، من خلال نزع جيش الاحتلال مؤخراً ملكية 1100 دونم من الأراضي الفلسطينية في محيط مدينة القدس، وهو ما سيؤدي إلى عزل آلاف الفلسطينيين عن المدينة المقدسة ومحاصرتها، فالمشروع الاستيطاني يدعو إلى القلق البالغ والكبير.