يعتبر منصب وزير الخارجية في الولاياتالمتحدة من أبرز المناصب وأكثرها حساسية في الإدارة الأمريكية، باعتبارها لسان السياسة الخارجية والوجه الحقيقي لواشنطن، وبعد مضي 9 أشهر من تعيينها وزيرة للخارجية اتضح لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن إيجاد مكان داخل إدارة الرئيس أوباما بات أمرا أكثر صعوبة. وتقول كلينتون إنها تحب وظيفتها وعلاقتها طيبة بالرئيس باراك أوباما، كما تبدي رغبتها في إعادة بناء علاقات الولاياتالمتحدة ببقية دول العالم. لكن بعد تسعة أشهر من توليها مهام منصبها لا يزال السؤال عن مدى السلطة التي تتمتع بها بلا جواب!. واضطرت كلينتون للتصدي لتلميحات بتهميشها داخل الإدارة في غياب بصمتها السياسية الواضحة في ظل وجود فريق من المبعوثين الخاصين من المعنيين بالقضايا في بؤر ساخنة مثل أفغانستان والشرق الاوسط. وزاد من صعوبة أن تضع كلينتون بصمتها، لاعبون بارزون آخرون على صعيد السياسية الخارحية من بينهم نائب الرئيس جو بايدن ومجلس الأمن القومي الذي يديره فريق شديد التماسك من المستشارين السابقين في حملة أوباما الانتخابية. ورغم ذلك، نجحت كلينتون في فرض إيقاع وأسلوب فريد في التعامل مع العالم، بوصفها وزيرة الخارجية الأمريكية. وفي رحلات إلى آسيا وأفريقيا وفي أحدث رحلة إلى روسيا أضفت على الاجتماعات مع القادة بريقا ملحوظا أشبه ما يكون بما يحيط بنجوم مشاهير، وعقدت اجتماعات مع المواطنين في الدول التي تزورها لتعطي مصداقية لسياسة أوباما الداعية للتعامل مع الحكومات والمجتمع المدني. وحين تكون في واشنطن تقضى فترات طويلة في البيت الأبيض. ويقول الاستاذ في جامعة فرجينيا لاري ساباتو «يواجه كل وزير خارجية منافسة للتأثير على السياسة الخارجية، وهذا ينطبق بصفة خاصة على إدارات مثل إدارة اوباما؛ لأن مسؤولين بارزين آخرين مثل نائب الرئيس بايدن لديهم خبرة في هذا المجال». ويضيف: لم يضطلع أي وزير خارجية بدور القائد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية حتى كيسنجر لم ينجح في ذلك -في إشارة لهنري كيسنجر وزير الخارجية القوي في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشادر نيكسون-.