حين يغادرنا بعض من حولنا في سفر مؤقت أو نهائي تظهر أمام أعيننا قائمة محاسنه وأمامها قائمة تقصيرنا تجاهه. هذا في مقام الأحياء والأموات لكنه ألزم وأوجب حين يتعلق الأمر بالأموات لأن الفرصة سانحة لاستدراك الأمر لمن هم أحياء وإن نأى بهم المكان وأسدل دونهم ستاره الزمان. هنا سر الحديث الشريف: «اذكروا محاسن موتاكم»، لأنه السبيل الوحيد إلى البر بهم والاحتفاظ لهم بسيرة عطرة ومقام رفيع حيث انقطعت دون التواصل معهم السبل، وذلك أقل المعروف. قرأت الكثير عن الدكتور ناصر الحارثي رحمه الله فتمنيت لو أنني سعيت إلى التعرف عليه في حياته فبمثله تصفو الحياة ويستقيم الزمان ويصبح لأواصر الصداقة والمعرفة قيمتها العالية. وقد كان موقف جامعة أم القرى وفيا وجميلا بتكريمها المعنوي بإطلاق اسمه على إحدى قاعاتها والمادي حين سعت إلى تسديد ديونه. وسوف يكون موقفها أعظم حين تنشئ كرسيا باسمه لدراسة الآثار وحين تطبع أبحاثه ودراساته التي لم يسعفه الوقت أو المال لطباعتها وإخراجها للناس. لم يكن مناسبا بحال من الأحوال أن يستغل البعض مأساته كي يوظفها للتدليل على التقصير في حق الأكاديميين أو المتخصصين في الآثار منهم لأن الحدث أكبر من مثل هذا التوظيف ولأن التوقيت غير مناسب على الإطلاق. الوفاء يقتضي أن نجعل من صاحب القضية قلب الحدث لا أن نوظفه لما نريد من أحداث. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة