فجعنا ونحن في غمرة الفرح باستقبال شهر رمضان بمن يبلغنا برحيل العم الشيخ محمد عادل عزام محب آل البيت النبوي ورفيق أهل العلم والعلماء وصاحب المكرمات والمروءات. ما للمصائب بيننا تتوالى ورجالنا تنأى ونحن ثمالى فهاهي خطى الأيام تتسارع ولحظات المرء تتسابق والدنيا لا تأخذ إلا من نحب وتبقى ذكراهم ومآثرهم تشهد لهم بصنائع معروفهم وجليل أعمالهم وكرم طباعهم وجميل سجاياهم وجزى المصطفى عليه الصلاة والسلام حين علمنا “ اذكروا محاسن موتاكم “ فمن هذا المنطلق الإيماني نستذكر العم الجليل الشيخ عادل عزام عليه رحمة الله بالكثير الكثير من ذاكرة الخير والبر والإحسان فقد عرفته من خلال تشرفي برفقة شيخي الإمام المحدث السيد محمد علوي مالكي الحسني عليه رحمة الله في بدايات عام 1398ه حينما كان يشرف مجالس الذكر والإنشاد التي كانت تعقد بدار آل عزام بالمدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم وهناك شاهدت وقابلت العديد من العلماء والدعاة والمنشدين والأعيان والوجهاء من شتى بقاع الأرض يحيون مجالس السيرة النبوية المباركة في مناسبات ولقاءات إيمانية وكنت أشاهد بأم عيني العم عادل عزام وهو يستقبل ضيوفه ومرتادي مجلسه باشا ومرحبا بهم يقدم هذا لعلمه ويكرم ذاك لفضله , ومجلسهم المبارك يضاف لمجالس المدينةالمنورة المباركة التي شرفت بحضور بعضها كمجلس الشيخ عبدالوهاب فقيه ومجلس الحبيب السيد محمد صالح المحضار ومجلس آل البكري وغيرها الكثير والكثير . ومما يمتاز به العم الشيخ عادل عزام هو طبعه الهادئ ونفسه العالية وروحه الصافية وسمته المميز وعصاميته المعروفة , أكرمه الله بالمال فلم يبخل في إنفاقه فساعد الآخرين على تقلبات الزمان وعثرات الأحوال وأنا ممن أدين له بالفضل في وقوفه بجانبي في موقف رجولي لا أنساه ففي يوم من الأيام كنت مع ابنه الحبيب احمد وكنت مهموما مشغولا في كيفية تدبر باقي شراء المنزل الذي اسكنه الآن فما أن عرف الأب من الابن بحاجتي الملحة ورغبتي الأكيدة إلا وتحركت الهمم وتم تدبير المبلغ من قبل الشركة التي يرأسها العم عادل وتم تحرير شيك مصدق بالمبلغ وبدون أي ضمانات سوى تعهد مني بإعادة المبلغ في غضون ثلاثة أشهر وقد كان والحمد لله وهذه شهادة أوثقها هنا للتاريخ ولمعرفة قيمة الرجال فالرجال مواقف والمواقف رجال وهي ليست من نسج الخيال فلا زال في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الكثير الطيب من أهل المعروف والفضل والإحسان. لا تمنعن يَد المعروف عن أحد ما دمت مقتدراً فالسعُد تاراتُ قد مات قومٌ وما ماتت مكارُمهم وعاش قومٌ وهم في الناس أموات أما الموقف الآخر الذي أتذكره عن العم الشيخ عادل عزام فهو وقوفه وتحمله في مواقف ومناسبات معينة جزءاً من إعلانات نعي طلاب العلم في موقف لا يعلمه إلا القلة من الرجال والوفاء له يجعلنا نكشف بعض أسراره من مبدأ “ اذكروا محاسن موتاكم “ بقي أن نقول ان له مواقف مشكورة ولعل أهمها حبه ودفاعه عن معالم المدينةالمنورة (والتي بدأت تطمس واحدة تلو الأخرى) التي عشقها فأحبته كما أحبها فقد كان للفقيد مكاتبات ومواقف وشفاعات يشكر عليها ونحسبها في ميزان حسناته , فعليه رحمة الله وهنيئا له أولية الرحمة التي نستقبل بها هذا الشهر الكريم وأنعم عليه بمرافقة الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وألهم أهله وإخوانه وأبناءه وأرحامه الصبر والسلوان .