شرعت مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر في التخطيط لجائزة الإبداع الإعلاني قبل ثمانية أشهر، مؤطرة منطلق مشروعها بمحورين أساسيين، مسؤوليتها تجاه المجتمع السعودي بشكل عام، والتزامها المهني بصناعة الإعلان في المملكة، شريان اقتصاديات وسائل الإعلام. لم تكن احتفالية المؤسسة الثلاثاء الماضي بتكريم الفائزين برعاية داعم المبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مناسبة تكريم ومجاملات كما ذكر أمين عام الجائزة الدكتور عبدالله بانخر، بل قامت على معايير علمية ومهنية بحتة،لإحداث نقلة نوعية في المشهد الإعلاني. وأكد الدكتور بانخر أن الهدف من الجائزة، وهي الوحيدة في المملكة في الوقت الراهن التي تقدم في مجال الإبداع الإعلاني، تكريم المبدعين في حقل الإعلان من وكالات، معلنين، واكتشاف المواهب السعودية الواعدة في هذا المجال، دعمها، واتاحة الفرصة لها للعمل في وكالات الإعلان، أو العمل لدى المعلنين، مشيرا إلى أن حجم الإعلان في السوق السعودي يبلغ 6 مليارات دولار، منها 2 مليار للسوق المحلي، 4 مليارات من السوق الخارجي الموجه للمملكة، ونسبة السعوديين المهنيين في سوق الإعلان محدودة جدا، خصوصا في التصميم والإبداع الإعلاني في عدد من الوكالات التي ظهرت خلال الخمس سنوات الماضية مثل FULL STOP ، 3POINTS. وقال: لازلنا بحاجة إلى تواجد للمواهب السعودية بشكل أكبر، سواء مصممين، منفذين، مخططين للإعلان، ومهتمين بالمواهب الواعدة. معظم السعوديين الذين يعملون في المجال تركيزهم في مجال الوسائل الإعلانية، لكن في مجال المعلنين والوكالات العدد محدود جدا. وأكد الدكتور عبد الله بانخر أن مؤسسة عكاظ تبنت هذه المبادرة لهدفين، أولهما مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع السعودي بشكل عام، الهدف الثاني التزامها المهني لصناعة الإعلان شريان اقتصاديات أي وسيلة إعلامية كما ذكر مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر الدكتور وليد قطان في كلمته في حفل تكريم الفائزين الذي رعاه الأمير خالد الفيصل، مشيرا إلى أن أهم مصادر دخل الوسائل الإعلانية هو الإعلان ويأتي بعده التوزيع، فإذا لم يتم الاهتمام بهذا الشريان، ستنفد كل مقدرات السوق ولن يستفيد منها الشباب السعودي. وكانت المسابقة ميدانا رحبا لاحتضان المواهب السعودية الشابة من الجنسين، لبلورة حسهم الإبداعي وصقل موهبتهم لدخول سوق الإعلان على مستوى رفيع من التأهيل، شارك 44 شابا وشابة، 22 شابا، 22 شابة، وفاز بالجوائز ثلاثة شباب، وعن مستوى مشاركاتهم قال أمين عام الجائزة: كانت مشاركة الشابات طيبة، لكن معظمها تصاميم ليست إعلانية، بل تصاميم فنية، على عكس الشباب الذين كان لديهم الحس الفني، والحس التجاري، وهذا الذي رشحهم للفوز بالجوائز. كما أن قطاع الخدمات العامة كان من القطاعات التي برز فيها الشباب السعودي والوكالات السعودية بشكل أساسي، الخدمات العامة أغلب الجوائز فازت فيها شركات فول ستوب، ثري بوينتس، الوقفة الكاملة، لأنها تمس احتياجات المجتمع وخدماته، مثل برامج عبداللطيف جميل، جمعيات البر، أو التخلص من السلوكيات السيئة، رحمة الأجير. وأوضح الدكتور بانخر أن المشاركات في المسابقة وصلت 980 مشاركة، دخل منها في التصفيات النهائية 460 ، وفاز 205، مشيرا إلى حجب بعض فروع الجائزة بسبب عدم وجود منافسة قوية أو لضعف المستوى، لأن هذه الجوائز ليست مجرد تكريم وينتهي الأمر، ولابد أن يكون التقييم على مستوى عال يقوم على معايير مهنية وعلمية. ونظمت «عكاظ» الجائزة بالتعاون مع المنظمة الدولية للإعلان وهي أكبر تجمع مهني على مستوى العالم في مجال الإعلان ومقرها نيويورك تضم في عضويتها أكثر من 125 دولة، هي التجمع الدولي لكل من يمتهن صناعة الإعلان. كما حرصت لجنة التحكيم، وتضم في عضويتها متخصصين في مجال الإعلان المطبوع، التلفزيوني، الإعلانات المتعددة الوسائط، رجال أعمال، مهتمين بالتسويق،الإعلان ، والاتصالات، على أن تطبق المعايير بكل دقة حتى لاتفقد الجائزة قيمتها العلمية والمهنية. وأوضح أمين الجائزة أن الفكرة انطلقت قبل أكثر من ثمانية أشهر، وباركها الأمير خالد الفيصل ثم فتح المجال لقبول المشاركات وتم تمديد عشرة أيام إضافية بناء على طلب الراغبين في المشاركة بحكم تواجدهم خارج المملكة خلال إجازة الصيف وشهر رمضان وعيد الفطر، وتضاعف عدد المشاركات في أيام التمديد بشكل كبير، مؤكدا اعتزاز مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر دعمها واهتمامها بالمواهب الشابة السعودية.