يتساءل أولياء الأمور عن جدوى تأجيل الدراسة بسبب انتشار مرض انفلونزا الخنازير، ويتبادلون الحديث حول مدى الاستفادة من هذه الفترة لتدريب المعلمات والمعلمين على تنفيذ الخطط بشكل فعال وصحيح. وناقش أولياء الأمور ردود فعل معلمات ومديرات مدارس التعليم العام التي تباينت حول جدوى الدورات التي نظمتها وزارة التربية والتعليم. في حين أن هيئة الرقابة والتحقيق رصدت نقصا في أجهزة قياس الحرارة في مدارس البنات والبنين، وعدم تطابق الغلاف الخارجي لجهاز قياس الحرارة المانع لانتشار العدوى مع أجهزة قياس المصروفة لبعض المدارس، كما تم تسجيل قصور في الوقاية من انتشار الوباء مع أول يوم دراسي، وإن التقرير المبدئي لجولات مراقبي برنامج الهيئة، سجل وجود أجهزة لقياس درجات الحرارة تختلف كليا عن الأجهزة التي تدرب عليها المعلمات والمعلمين لمواجهة المرض. وفي مجلس ضم كلا من حسن الشهري، عبد العزيز حسن، إبراهيم محمد، ومنصور مفرح، كان الحديث فيما بينهم يدور حول هذه المخاوف، ورصد نتائج فترة التأجيل، ومدى فاعلية الاستعدادات التي وفرتها وزارتي التربية والتعليم والصحة. عبد العزيز: استغربت من الخبر المنشور عن رصد هيئة الرقابة والتحقيق نقصا في أجهزة قياس الحرارة في مدارس البنات والبنين، وعدم تطابق الغلاف الصحي الذي يوضع على جهاز قياس الحرارة المانع لانتشار العدوى، وهذا في أول يوم دراسي. منصور: فعلا غريبة؛ لأن الاستعدادات بحسب علمنا كانت كبيرة، والتنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم وأضح، وكان من المفترض أنه مثل هذه الملاحظات لا ترصد في أول يوم دراسي. حسن: رب ضارة نافعة، وهذا المرض جاء وكشف لنا وللمسؤولين أشياء كثيرة منها، سوء وتردي أوضاع الوحدات الصحية المدرسية باعتراف وزير التربية والتعليم، وغير ذلك من أمور كثيرة ظهرت مع انتشار المرض وقرب بدء الدراسة. عبد العزيز: هناك بعض المعلمات والمعلمين لم يستفيدوا من الدورات التدريبية بالشكل الكافي، لأنها كانت على عجل، ونظمت في أماكن غير ملائمة، وهذا الكلام صادر من معلمات ومعلمين وليس مجرد إفتراءات. منصور: وإذا حدث شيء ستضع الأجهزة المعنية الخطط والتدريب وغيرها من البرامج وهذا خطأ، المفروض تكون هناك برامج واستعدادات معدة مسبقا لأي طارئ لا سمح الله، بدلا من العشوائية في مواجهة ما لا يحمد عقباه. حسن: لابد من وضع خطط دقيقة وتنفيذها في حال ظهور انفلونزا الخنازير، إضافة إلى ضرورة معالجة تردي أوضاع الوحدات الصحية المدرسية، وأوضاع المدارس وخصوصا المستأجرة. إبراهيم: فعلا المدارس المستأجرة شكلت عائقا كبيرا أمام تنفيذ خطط وزارتي التربية والتعليم والصحة، لضيق مساحتها وتكدس الطلاب في الفصول الدراسية، وطالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التربية والتعليم بتقسيم فترات اليوم الدراسي في المباني المدرسية سواء المستأجرة أو الحكومية إلى فترتين صباحية ومسائية، حتى تضمن عدم تكدس الطالبات والطلاب لضمان سلامة التلاميذ صحيا كحل مؤقت في ظل انتشار وباء انفلونزا الخنازير، على أن تلتزم الوزارة بالتنسيق مع المالية بإنشاء مدارس حكومية تتميز بسعة الفصول والساحات توفر بيئة تعليمية وصحية مناسبة. عبد العزيز: مشكلة المدارس المستأجرة أزلية، ومع انتشار هذا المرض اعتقد أن المسؤولين عرفوا خطورتها وعدم ملاءمتها للدراسة. حسن: كثير من أولياء الأمور تخوفوا من الزج بأبنائهم في المستأجرة التي تضيق بأعداد الطلاب ويصعب توفير الاشتراطات الصحية فيها، مع أن الصحة اشترطت أن يكون بين الطالب والآخر على أقل مسافة نصف متر، وتوفير غرفة للعزل. منصور: الجميل في الموضوع أنه حتى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان حثت المواطنين على التقدم بشكاوى إلى ديوان المظالم لدفع الجهات المعنية إلى توفير الأجواء المناسبة صحيا داخل المدرسة وفي الحي والشارع، ووعدت الجمعية بالنظر في أي شكوى يتقدم بها أولياء الأمور أو حتى الطالبات والطلاب. عبد العزيز: بدأت الدراسة والأمور مرت بخير في الأسابيع الأولى رغم وجود بعض الأخطاء والتقصير، ولكن المهم أننا نستفيد من مثل هذه الأخطاء، ونكون مستعدين لأي طارئ.