دعت ندوة إعلامية متخصصة في اسطنبول إلى إنشاء هيئة عليا للتنسيق الإعلامي بين المنظمات الإسلامية، وتخصيص قناة فضائية لتصحيح صورة الإسلام التي شوهها الإعلام الغربي، وتشكيل لجنة تكونها دول العالم الإسلامي لإطلاق مشروع مستقل لتأليف كتب تعرف بالإسلام باللغات العالمية، وإنشاء شركة للإعلام والاتصال على مستوى العالم الإسلامي. وتوجه الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام لحضور ندوة «التنسيق لتصحيح صورة الإسلام في أجهزة الإعلام» التي دعا إليها اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي ومركز البحوث الإسلامية في تركيا ورابطة العالم الإسلامي في اسطنبول صباح أمس بالقول: «إن المنظمات الإسلامية تصحح صورة الإسلام بطريقة الأسس المتوازية»، مشيرا إلى أن زيادة التنسيق بين تلك المنظمات يحقق فعالية أكثر في تنفيذ القرارت. ولفت إلى وجود ثلاث صور رئيسية للتنسيق، إيجابي وسلبي ومالي، فالأول يجمع المنظمات في رؤية واستراتيجية واحدة، والثاني يحذف منها الأنشطة المتكررة ويمنع الازدواجية، والثالث يوحد حركتها المالية. وأضاف عبد السلام: «مشكلتنا في انعدام التنسيق الإعلامي بين المنظمات الإسلامية، رغم أن هناك إحصائية تؤكد أن الإعلام الغربي ينشر كل ثلث ساعة إساءة للإسلام». ورأى الأكاديمي في جامعة الفاتح في اسطنبول الدكتور عثمان أوضوي في ورقته «أن الإعلام الغربي نشر للمجتمعات الغربية أبشع الصور عن المسلم، المرأة والرجل على حد سواء، ولن نستطيع الخروج من هذا المأزق إلا بتمثل الصورة الحقيقية عن الإسلام في تعاملاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين». واعتبر الأكاديمي في جامعة أم القرى الدكتور أسامة حريري في ورقته «أننا نستطيع وبكل بساطة تصحيح صورة الإسلام المشوهة بما نملكه من «قدرة»، نملكها بعد تملكنا عددا من القيم التي تجعلنا قادرين على تصحيح الصورة». أما الباحث والأكاديمي التركي الدكتور يوسف قبلان فتحدث في ورقته عن ثلاثة أمور: ظاهرة تشويه الصورة، ولغة وسائل الإعلام الغربية، والاقتراحات لتصحيح الصورة، مشيرا إلى أن ظهور الصورة المشوهة بسبب تقاعس المسلمون في إظهار الصورة الحضارية للإسلام، فأصبح لدى الغرب قصور في فهمه، موضحا أن الانحسار الفكري للمسلمين أزمة حضارية يعيشها العالم الإسلامي. وكانت الندوة قد بدأت بجلسة افتتاحية , حيث أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في كلمته أن الندوة بداية لعمل كبير ومهم، فهي تنسق للجهود بين المنظمات الإسلامية لخدمة الإسلام، مضيفا: «وجدنا من خلال العديد من الرحلات الخارجية للعالم الغربي أن أكثرهم لا يعرفون حقيقة الإسلام، وإذا أردنا نقل الصورة الصحيحة لا بد أن نطبق ديننا في حياتنا، ثم ننطلق بعد ذلك للتعريف به للعالم أجمع»، مؤكدا أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار انطلقت لإيجاد قواسم مشتركة بين الشعوب الإنسانية.