يصنف حي الروابي الثاني ضمن الأحياء العشوائية، الواقعة شرق جدة. وهو من الأحياء التي تعاني من تراكمات السنين نظرا لقدمه، وأدرج الحي العتيق في قائمة الأحياء ال52 التي سيشملها التطوير، لكن سكان الحي ينظرون إلى واقعهم الحالي، متذمرين من تردي الأوضاع البيئية في الحي، التي أوجدت مناخا خصبا لتكاثر الحشرات والقوارض، مطالبين القضاء على الأتربة عبر استكمال مشروع السفلتة. «عكاظ» استطلعت واقع الحي وخرجت بالتفاصيل التالية: عندما تقترب من الحي أثناء النهار، سيلفت انتباهك تكون كومة من الغبار فوقه، وحينما تدلف إلى أزقة الحي الضيقة وشوارعه الفرعية تكتشف أن تلك الكومة مردها مرور المركبات على الطرقات غير المعبدة، يقول إبراهيم الزهراني، أحد قاطني الحي «الأمانة بدأت في تهيئة الشوراع، لكن العمل توقف، واختفت الآليات والعمال، دونما معرفة الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك». أمر آخر يدعو للدهشة في الحي العشوائي تزيده عشوائية، حيث تعمد العمالة المخصصة لتنظيف الحي، إلى انتقاء ما يجدونه ملقى على قارعة طريق الروابي ،إذ لا يبالون بالبقايا الخفيفة الثمن، بل يتجهون إلى مواد الخردة لبيعها تاركين أمر النظافة لمرات أخرى. هذا مايؤكده علي الغامدي «تتكدس النفايات أمام منازلنا، ولايقبل عامل النظافة إزالتها إلا بمقابل مادي، ندفعه مكرهين». لكي تعرف، مستوى النظافة في حي الروابي الثاني، ماعليك سوى التجول بقدميك، بمحاذاة المنازل المهترئة، إذ سيشدك منظر تشققات وفتحات تسكن زوايا البيوت هي في الواقع منازل للفئران والقوارض. يشير الغامدي إلى ذلك «الشوارع الترابية شكلت بيئة مثالية لتكاثر الفئران والحشرات بشكل مذهل و لايخلو شارع في حينا من عشرات الجحور والأخاديد التي بنتها الفئران وتكاثرت فيها وصولا إلى منازلنا ونخشى من الأمراض المنقولة منها للإنسان» في المساء يسكن الظلام الدامس الحي، وتتحول أزقته إلى عالم موحش، فالأعمدة تمتشق في الشوارع والأزقة، ولكن بلا نور «فرحة السكان بتجهيز أعمدة الإنارة لم تدم طويلا بعد مغادرة فرق الصيانة وهي تتوزع الآن في كل ركن بشكل جامد وبدون أدنى فائدة، منذ أكثر من ستة أشهر» هكذا قال إبراهيم الغامدي. مدير عام التشغيل والصيانة في أمانة جدة فيصل شاولي، أوضح ل «عكاظ» أن هناك جدولة تتبعها الأمانة في مشاريع السفلتة والإنارة ويقع حي الروابي ضمن نطاق بلدية الجامعة الفرعية، وتضم كذلك أحياء قويزة والحرازات والمنتزهات إلى جانب حي الجامعة وفور الانتهاء منها سيتم الانتقال إلى حي الروابي، وفي حال لم تكف المبالغ المعتمدة لإتمام المشاريع، فسيكون ضمن ميزانية العام المقبل وأضاف «هذا بالنسبة لما يتعلق بمشاريع السفلتة أما مايتعلق بالإنارة فتشغيلها مسألة وقت ليس إلا، وهي إجراءات اعتيادية كتلك التي يحتاجها المواطن لإيصال التيار الكهربائي إلى منزله».