تتصاعد وتيرة الخطر البيئي والصحي في أحياء شرقي جدة جراء كثرة مواقع تجمعات المياه الآسنة، وتدني مستوى النظافة في ظل انتشار المخلفات الآدمية وتشتتها في أرجاء الشوارع الداخلية والأزقة الضيقة ما كون بيئات قذرة أدت إلى ظهور أنواع من القوارض ذات الأحجام المتفاوتة، وتكاثر عدة فصائل من الحشرات الطائرة، من أخطرها البعوض الناقل لحمى الضنك. ورفضت أمانة جدة التعليق على أوضاع النظافة المتردية شرقي المحافظة، مرجعة ذلك إلى أن بيئة عمل قائمة في المنطقة ستنطلق تدريجيا لإصلاح كافة أوضاع الأحياء. من جهته، بين رئيس الجمعية السعودية لعلوم البيئة الدكتور أسعد أبو رزيزة أن تراكم المخلفات في الشوارع والأحياء السكنية يتسبب في أمراض مختلفة من بينها الملاريا وحمى الضنك، محذرا من مرض السل على اعتباره الخطر الكبير المقبل على تلك الأحياء الملوثة. وأوضح الدكتور أبو رزيزة أن تراكم المخلفات في الشوارع والأحياء السكنية بكميات عالية جاء جراء تقاعس العاملين المقدمين لخدمة النظافة في محافظة جدة، مشيرا إلى أن خطورة التلوث تنحصر في تكوين البيئات المثالية لانتشار الحشرات والقوارض وبقائها على ذات الوضع أمر منغص ومضر للإنسان. وقال رئيس الجمعية السعودية لعلوم البيئة إن نظافة حاويات النفايات أمر مهم، وبالأخص في ظل عدم التزام مقدمي خدمات النظافة بجداول التنظيف المقررة في عقودهم، وأجندة المواصفات. ودعا الدكتور أسعد أبو رزيزة الأمانة إلى دعم البحوث العلمية لنظافة جدة ووضعها في نصب الاهتمام وتلخيصها وفق ما تستفيد منه العامة في نظافة المدينة. فيما يقول المواطن عبدالله الشهري (مواطن مقيم في حي قويزة) إنه لم يهنأ لأهالي الحي بال منذ كارثة السيول كون تكدس المياه أصبح أمرا مألوف، وتصاعدت حدة الخطورة بشكل تدريجي «وضعنا وجها لوجه لمقاومة المرض». بينما يوضح المواطن أحمد الغامدي (من سكان حي المساعد) أن سوء النظافة في الحي تسببت في العديد من التشوهات البصرية «التي أشعرتنا معنويا مع الوقت بعدم الاندماج في منازلنا كون البيئة المحيطة شكلت قوارض وحشرات طائرة من أنواع مختلفة تظهر علينا بين الفنية والأخرى». يشار إلى أن أهالي أحياء شرق الخط السريع، ومنذ كارثة سيول محافظة جدة العام الماضي، لا زالوا يعانون من تكرار ترسبات المياه وطفحها بشكل مستمر دون وضع أية حلول جذرية لمعالجتها، إضافة إلى ضعف الصيانة والرقابة على أوضاع النظافة في تلك المناطق وسحب المياه الآسنة في حال تكومها.