رغم عودة ريم وجاسم الطفلين القطريين إلى حضن والدهما، إلا أن تداعيات قصة إخفائهما مازالت حية، وألقت بظلالها على طفلين آخرين هما تهاني وعبد الرحمن؛ تعرضا إلى فصل من الخوف بعد أن بقيا في مركز الشرطة لإثبات أنهما ليسا ريم وجاسم. القصة التي ينام أصحابها الحقيقيون في بيوتهم مرتاحين، تحولت إلى معاناة للمواطن أحمد علي بن عبد الرحيم الذي جاء قبل 75 يوما إلى جدة بصحبة طفليه تهاني وعبد الرحمن؛ لإجراء فحوصات للأخير الذي يعاني من جلطة في الشريان الأيمن من المخ، وانتهت بهم الرحلة إلى قسم الشرطة. يتحدث أحمد عن تفاصيل الحادثة «وصلنا بعد صلاة العشاء من بلدتنا ثريبان (480 كيلو مترا جنوبي شرق جدة)، ولم تكن زوجتي بصحبتي، نزلت وطفلاي في منزل شقيقي، وكان كل واحد منا يحمل كيسا فيه وجبة عشاء اشتريناها من مطعم وجبات سريعة». ويكمل ابن عبد الرحيم -الذي استيقظ على صوت رجال البحث الجنائي يطلبونه وأطفاله إلى قسم الشرطة بتهمة سيبلغ بها في القسم- «حاولت أن أشرح لهم أن هؤلاء أطفالي وأطلعتهم على كرت العائلة وموعد المستشفى الذي قطعنا مشوارا طويلا لأحصل عليه لابني بعد تعب وانتظار طويل». وعرض الأب على رجال الأمن أن يرافقه أحدهم إلى المستشفى وبعد أن يكشف الطبيب على ابنه وينتهي موعدهم في المستشفى ينتقل معهم «رفض رجال الأمن ما ذكرته، وكنت حريصا على أن أحقق ما أتيت من أجله، وأفهمتهم أن الموعد لا يؤجل بل الملف سيلغى نهائيا بناء على نظام المستشفى». نقل الأب وأطفاله إلى قسم الشرطة مضيفا: «أوضحت لزملائي في قسم شرطة المنتزهات أنني رجل أمن وأفهم الأنظمة، ووددت أن التقي الضابط المسؤول كي أشرح له وضعي، إلا أنني بقيت حتى ذهب الموعد وقابلت الضابط وحقق معي، وعندما جاء أطفالي عرف أننا والدهم وأطلق سراحي، وطلبت خطابا للمستشفى يوضح وضعي كي أحصل على موعد آخر إلا أنه رفض». توجه الأب وأطفاله إلى المستشفى ووجدوا أن موعدهم مر منذ ساعتين ولم تفلح محاولاته في إفهام العاملين ما حدث له، مكملا: «بعد أن خرجت من المستشفى وصلتني رسالة نصية على هاتفي النقال تفيد بأن ملف ابنتي ألغي نهائيا». قدم ابن عبد الرحيم شكوى رسمية ضد من بلغ عنه دون أن يعرف اسمه، وحولت المعاملة إلى الجهة ذات الاختصاص وبعد التحقيق حول إلى المحكمة. ويوضح محمد ما حدث «لم يبلغني أحد باسم الشخص الذي بلغ عني، ولكن رسميا أحضر إلى المحكمة، وعندما سأله القاضي عن سبب البلاغ لم يوضح وسأله عن وضع طفليه؛ هل كانا خائفين، فرد بأنهما كانا يضحكان بصحبة هذا الرجل (وكان يقصدني)، ثم سأله القاضي عن سبب آخر، فرد المُبلغ أن الحي مشبوه، فسألته كيف ترى أنه مشبوه وأنت أحد سكانه فلم يرد». وما زال ابن عبد الرحيم ينتظر أن يجد حلا لعلاج ابنه عبد الرحمن الذي يعاني من تداعيات الجلطة. وكانت «عكاظ» نشرت حكم القاضي بسجن الشاب المبلغ بندر الخزمري عاما وتغريمه خمسة آلاف ريال لتبليغه خطأ.